أمل

م. زياد صيدم

[email protected]

ساقتها قدماها إلى جمع يحتفلون ..  كانوا مجتمعين  في صالة مغلقة على أضواء خافتة من الشموع .. كانت مضطرة للحضور سيرا على الأقدام .. فلا مواصلات ولا كهرباء اليوم إلا ما ندر..  توزع هنا وهناك على استحياء وخجل.. كانت تتفرس في وجوه الحاضرين.. عانت كثيرا من شدة تفرسها وتركيز نظرها،  لتجد الحاضرين بلا وجوه،  وبلا ملامح..!!

***

اتجهت أمل نحو ذاك الطريق المتعرج بين الأشجار الممتلئ بالحفر .. كأنها تبحث عن مكان لطالما اعتكفت بداخله مع رفاق الدرب، قبل تجهيزهم  لرحلة بلا عودة .. ! في قنص الضباع والثعالب هناك حيث ينطلقون لمهاجمة مزارع الدواجن ، وأعشاش العصافير الآمنة والمسالمة.. وصلت إلى المكان بشق الأنفس .. لتجده وقد أحترق وتناثرت حجارته .. وقد تُركت يافطة كتب عليها: هنا مر الإخوة  الأعداء.!!

***

عادت أمل إلى جامعتها بعد تلك الزيارات، وهناك كان الاستفزاز قد عصف بجوارحها.. فامتشقت رايتها وجابت الحشود  والوجوه الشيزوفرينية .. هلل القوم وكبر !! لم يكتفوا بتمزيق رايتها وضرب جسدها وخلع حجاب رأسها المحرم شرعا .. ولكن الصورة كانت أصدق أنباء من الكتبِ في حدها الحد بين القهر والعبثِ.!!  (مع اعتذاري للشاعر المتنبي )

***

أسرعت أمل متوجهة إلى منزلهم ، فقد كانت على ميعاد معهم !! كانت أم الشهيد  هناك تحتفل بعيد ميلاد حفيدها الأول بطريقتها الخاصة..  فقد أحضرت صورة وحيدها، والتزمت البنات من حولها الصمت المطبق .! وقد أشعلن شعلة أضاءت وجهه .. فبدا مُشعا ناصعا كأنه بدر في السماء وقد أكمل يومه الرابع عشر.. فاعتلت وجوههن بسمة إصرار..؟ لقد كانت هدية الشهيد إلى طفله وأمه وأخواته .. فقد مضى عام اليوم على قتله بدم بارد !!

وما تزال أمل على أمل.!!

14/6

إلى اللقاء.