بَيْتُ الشَّاعِرِ
مُحَمَّد حِلْمِي الرِّيشَة
حَمَلَكَ كَلاَمٌ، تَوَاثَبَ مِنْ فَمٍ شَرِهٍ، ذِي سِكَّتَيْ أَنْيَابٍ، إِلَى مَحْضِ كَلاَمٍ؛ وَجَدْتَ أَنَّكَ فِيهِ سُلَّمَ عَاطِفَةٍ، وَطَائِرَ حَاجَةٍ أَسِيرًا، بِخُطَّةٍ مَطْلِيَّةٍ بِزُبْدَةِ أَلَقٍ، وَمَحْشُوَّةٍ بِلَوْنٍ مُتَخَثِّرٍ لِضَحَايَا سَابِقِينَ مَوْعِدَكَ كُلَّ مَرَّةٍ.
مِزَاجُ الخُدْعَةِ- البَيْتِ، امْتَزَجَ بِأَيّ شَيْءٍ؛ نَكْهَةِ العُزْلَةِ المُرَّةِ، يَقَظَةِ النَّوْمِ المُجَفَّفِ، أَرِيكَةِ الحُلُمِ اليَابِسَةِ، شُبْهَةِ الحُبِّ المُرَاقِ، مُكَابَدَةِ الأُسْرَةِ المَهْجُورَةِ، أَعْطَالُ شَرَايِينِ القَلْبِ، اخْتِبَاءِ بَطْنِ الـ"قَيْصَرِ"، غُبَارِ بَارُودِ النَّقِيضِ، ...
لكِنَّ هِرَّةَ نَشِيدِي بِسَبْعِِ أَرْوَاحٍ؛ كُلَّ دُوَارِ يَأْسٍ طَهُورٍ، وَرَغْمَ مُؤَخَّرَةٍ خَؤُونَةٍ أُخْرَى سَقَطَتْ، خِلْسَةً، عَلَى الكُرْسِيِّ، أَنْهَضُ مِنْ رُكَامِ البَيْتِ. لِذَا:
لَنْ يَتَخَطَّانِي مَا أَرَدْتُ أَنْ أَكُونَهُ.
قَدْ
أَنْزِلُ
عَنِ
الشَّجَرَةِ
لكِنِّي لَنْ أَهْبِطَ عَنِ الجَبَلِ أَبَدًا.