مقهى جريدة وحزب

مقهى جريدة وحزب

عزيز باكوش

[email protected]

قابلت نادل مقهاي المفضلة باكرا هذا الصباح ، وهو يحمل إلي فنجان قهوتي المنعنعة وطبقة جرائد وطنية كخدمة.

كانت الجرائد الأربع جميعها ممهورة بخاتم مالك المقهى ذلك المليونير الأمي الذي اعتلى عرش الوجاهة ببلاش . وما إن قذفت سكرتين حتى شرع يغمز ويلمز محاولا الربط بين انتمائي السياسي لحزب المهدي بنبركة وصفقة جرائده التي لا تنتمي الى أي حزب ظاهر ملمحا إن هذه الجرائد وفي هذا الوقت بالذات هبة الاهية ونعمة وتنبيه للمغفلين أمثالي.

 والحقيقة أني تجرعت تعليقات النادل الوقحة بمرارة ، لأنني أوطنه منذ قدومه الى المقهى نازحا من أحواز فاس تحت وطأة الجفاف والحرمان الطبيعي في خانة الذين يطلبون البقشيش الحلاوة بأي ثمن.

 لم أحاول إقناعه بوجهة نظري حول " الصحافة المستقلة" وعن من هذه الاستقلالية وفي هذا الوقت بالذات..وفيما إذا كانت الاستقلالية استجابة لصيرورة مجتمع، او رهانات عالم او تحديات عولمة..

غير أن النادل أوقفني عند حدي قائلا:

أنا اتفق معك ، ولكن صديقك الذي ينتمي معك لنفس الحزب هو من طلب إبعاد جريدة الحزب..بدعوى انه لا يجد فيها ما يقرأ"

لم اصدم كما توقع صاحبنا ، بل طأطأت راسي علامة على الموافقة ، ورشفت جرعة ، وقلت باسما "

- صديقي لم يعد ينتم لحزب المهدي وعمر، لأنه انسحب من الحياة السياسية لأسباب شخصية جدا . وهو الى ذلك متفرغ الآن للإبداع والكتابة والنشر.

- حتى الباطرون وافقه لأول وهلة.."

التفت النادل يمينا ثم قال وهو يغمز" الباطرون يأمرني بشراء الجريدة لي فيها الورق بزاف بش تمسح حليمة بها زجاج الواجهة الرئيسية للمقهى ...أتفهم؟؟؟

- وأنت تنفذ تعاليم الباطرون بالحرف" أجبت على الفور

-اذهب الله ......؟؟؟