نوران

قصة للأطفال

أحمد صرصور

[email protected]

كانت تراقب الفراشة وهي تحلق في الحديقة, تتنقل بحرية من زهرة لزهرة.   تحسدها على الوانها الجميلة , وتتمنى لو كانت لها اجنحة, لترافق الفراشة في التحليق. ما اسعدك ايتها الفراشة ,انت تطيرين, وانا صغيرة السن لا استطيع المشي.

كانت تنظر في الليل الى السماء, وتخاطب النجوم وهي تتلألأ من فوق رأسها : ما اجملك ايتها النجوم. فانت مزينة بالوان جميلة. تسبحبن في الفضاء. كم اتمنى ان اكون نجمة .

مرت الاعوام وكبرت الامورة, وانضمت الى زميلاتها في صف البستان .

سألتها المعلمة : ماذا يدعونك ايتها الجميلة ؟

قالت  : امورة.

قالت المعلمة : هذا لقب يا امورة . لا بد ان يكون لك اسم خاص بك, مثل زميلاتك سهى, فاطمة وليلى......

عادت الامورة وقت الظهيرة الى البيت, بعد انقضاء اول يوم لها في صف البستان, وعلامات الحزن بادية على وجهها. لماذا لا تملك اسما كزميلاتها؟

لاحظا والداها الحزن الشديد يكسو وجه الامورة, فسألتها الام عن الامر.

قالت الامورة : انَّ لكل زميلاتها يوجد اسماء , وهي لا تملك اسما. من اجل ذلك هي حزينة.

اجلست الام الامورة في حضنها, وعانقتها, وقالت لها : يا امورتي, هنالك بعض الامور يفرضها الله علينا ولا نختارها. فمثلا انت لا تستطيعين ان تختاري امك, او اباك, او اخوتك . وكذلك لا تستطيعين ان تختاري لون بشرتك. فهذه يهديها الله لنا, ولا نستطيع ان نعترض عليها. اما الاسم, فالوالدان يختاراه لابنتهما . وانا وابوك لم نختر لك اسما سابقا. لاننا اردنا ان تختاريه بنفسك عندما تكبرين . وهاانت والحمد لله قد كبرت , فاختاري اسمك بنفسك.

اخذت امورة تفكر أي اسم ستختار .اتختار فراشة لتحلق في الحديقة, ام تختار نجمة لتسبح في الفضاء. ثم نظرت الى ابيها, فرأت وجهه يسطع كالنور. فكرت مليا في نفسها, وارادت ان تطلق على نفسها اسم نور. لكنها نظرت الى وجه امها, فرأته ايضا يسطع كالنور . وهنا صرخت باعلى صوتها نوران ......نوران..... هذا هو اسمي ابتسما الوالدان وعانقا ابنتهما "نوران" السعيدة باختيار هذا الاسم .