عمر الجريح
وفاء عمران عبد المجيد
الاسم :عمر محمد الجريح
العمر :14 عاما
-أين تسكن
مرت لحظة صمت ولما لم يجد موظف الوكالة جوابا رفع وجهه وركز بصره على الطفل الواقف أمامه والذي بدا أشعث الرأس و منتفخ العينين قسمات وجهه تعكس ما في داخله من حزن عميق وذرات التراب تغطيه فأعاد السؤال من جديد : أين تسكن ؟
تكلف الطفل ابتسامة ساخرة فقال أين تحسبني اسكن؟! ليس لي الآن بيت ,بيتي مهدم ومدرستي محروقة أين اسكن...؟ اسكن غزة !!
وهي ألان لم تعد سجنا أو بيتا كبيرا .. يقصف, بل أضحت قبرا ,يضم أصحابي وأبي وأمي وإخوتي الصغار.
أنا الآن في المدرسة ولكن ليس كطالب أسمع صوت معلمي يشرح لي عن تاريخ فلسطين المليء بالصراع
بل كلاجئ وحيد ومشرد .
-من يسد رمق جوعي .أمحسنٌ بعيد بيد شخص ليس من بني جلدتي أو بني عروبتي أم بيد جاري المعدم
رفع الموظف يده عاليا طالبا منه الصمت قائلا لقد سمعت من القصص ما فيه الكفاية .
عندها توجه عمر إلى داخل المدرسة واتجه إلى الطابق العلوي من مدرسة الفاخورة ونظر إلى صفه, كان مكتظا بالعائلات والأطفال الذي افترشوا الأرض وبالهاربين من بيوتهم إلى المدرسة ليتواروا من ظلم الحرب وقسوتها.
ويمشي عمر بين الناس الثكالى وهو يفترس الوجوه المرهقة التعبة يبحث عن احد يعرفه عن عمة أو خال .
لقد مات كل من عاش معهم سنوات عمره الأربعة عشر الأولى, تمنى لو انه لم يعش فكر في أن يخرج من المدرسة إلى البيوت والشوارع فربما تصبيه قذيفة فيلحق بأهله ويجتمع معهم في حياة أفضل من هذه الحياة
حيث لا حروب ولا ظلم ولا ألم.
لكنه في نفسه قال ألا يحمد الله على أن أعطاه نعمة الحياة . فقطع صمته صوت طائرات وأصوات إنفجارات قريبة وعالية وإذا بقذيفة تصيب المدرسة فتصيبه هو في مقتل.
حقا إنه الجيش الأكثر إنسانية في العالم كما يدعي لقد حقق لفلسطيني واحد على الأقل أمنيته وجمع عمر بأهله .