يوم نحري

محمد إبراهيم صباغ

محمد إبراهيم صباغ

من مدينة حلب مقيم في الغربة

عمان -الأردن

 [email protected]

فتح عينيه و يا لهول ما رآه!

 أرجل كثيرة و صوف يملأ المكان !!

حاول أن يقف, لم يستطع أن يقف على قدمين !

ما هذه؟ أربعة أطراف؟ أطراف غريبة ! و كأنها أطراف خروف!

بل أطراف خروف حقيقية , تساءل , كيف؟

جن جنونه, فقد صوابه, لم يستطيع فهم ما هو عليه, ما وعى إليه!

روحي في خروف؟

حاول أن يسير بين خرفان كثيرة, لم يدرك, لم يستوعب الوضع, هو يسير على أربع !

الخرفان تنظر إليه نظرات عادية ! كأنه فرد من قطيع , كأن شخصه معلوم للجميع!

نطق ب (ماء ..ماء.. ماء) تلجم مستغربا ماذا أقول ما هذه اللغة ما معنى الذي نطقته؟

رد عليه الخرفان بنفس اللغة!

كأنني أحلم, حاول أن

يمسك أحد الخرفان!

 أطرافه لا تمسك!

لكنها أحست بحقيقة وجوده!

 هو خروف في قطيع!

نظر إلى خروف مكتنز محدثا إياه هل نحن في زريبة ؟

أجاب نعم.

ماذا نفعل هنا؟

هذه حياتنا.

ماذا تعمل هنا؟

أنا المسئول عن توزيع العلف!

كيف؟

وحسبما أنه بنيتي قوية, أقف عند المدخل, وعندما يقترب أحد من الخارج..

نعم و بعد؟

في موعد إدخال العلف, أتصارع مع الجميع, الكل يخاف مني, لذلك أكل و بعدها أسمح للقطيع أن يقترب.

أهكذا إذا؟

نعم هذه هي حياتنا..

من جاء بك إلى هنا؟

أنا كنت مدرسا في مدرسة جاءني ولي أمر طالب و طلب مني أن أعطي ابنه علامات لا يستحقها و بحكم عمل هذا الولي لم أستطع أن أرفض بعدها غفوت قليلا على كرسي في الإدارة , لا أدري هل أنا مازلت نائم أم أني أصبحت هنا !!

و أنت ماذا جاء بك هنا؟

أنا موظف حكومي جاء عندي ولد لمسئول و طلب توقيعي على معاملة مخالفة للقوانين ففعلت خوفا من سطوته!

و باقي القطيع ماذا جاء بهم إلى هنا؟

كلهم لهم قصص متشابهة!

فتح باب الزريبة فخرج القطيع متدافعا و الجميع يركض إلى مسالك تؤدي لسيارات كبيرة تحمل من القطيع و تسير..

سألت إلى أين؟

 قالوا إلى المذبح!