وبالوالدين إحسانا
محمد الخليلي
لقد كانت فرحة الدكتور علي عارمة ليلة حصوله على البورد الأمريكي في جراحة العيون ؛ أي شهادة التخصص العليا ، كما حصل على الزمالة الأمريكية في طب العيون أيضا ، ثم لحقت به زوجته فحصلت على نفس الشهادات ولكن في طب الأطفال .
لكن فرحتهما كانت أشد عندما عينا في أرقى المستشفيات الأمريكية وبمرتبات علية جداً ،فبعد أقل من سنتين ابتاعا لهما شقة فاخرة وأثثاها تأثثيا يليق بمركزهما الاجتماعي والطبي .
ولم تمض سنتان حتى قرر الدكتور علي أن يشد الحال إلى مدينة حلب ، مسقط رأسه التي فيها ملاعب الطفولة وذكريات الصبا . ولشد ما كنت الفاجأة قوية على زوجه التي كانت تعودت على حياة الدعة ولين العيش في البلاد الغربية.
احتدم الجدال بينهما ، وانفض المجلس على تمسك الدكتور علي برأيه لأنه اتخذ هذا القرار بناء على دراسة معمقة واستشارات مستفيضة ، قرر بموجبهما الرجوع إلى الوطن ، حيث لاعودة بعدها إلا لزيارة خاطفة أو ربما للمشاركة في المؤتمرات الطبية .
وقف الدكتور علي على باب المنزل قائلا لزوجه وأولاده : أزف الرحيل ، ولقد أزمعت على العودة إلى بلدي المسلم سورية ، فمن كان يبغي اللحاق بي فأهلا وسهلا ، ومن كان يريد البقاء في ديار الكفر فهنيئا له ذلك . إن السفر سيكون السبت القادم ؛ أي على أول طائرة مغادرة إلى دمشق ، ولقد حجزت لكل إفراد أسرتنا الحبيبة تذاكر سفر ، ولكم الخيار في أن تسافروا معي إلى أرض أجدادكم ، أو إن شئتم فالغوا تذاكركم .
لما علمت أسرة الدكتور (سيرجية ) بتصميمه على السفر فعقدت معه صفقة على التجربة لمدة سنة للعيش في بلدهم ، أو الرجوع إلى البلد المفدى مهوى أفئدتهم ، أمريكا .
وافق الأب على هذا العرض على مضض وإن كان يضمر في نفسه أن لارجعة إلى بلاد الكفر ، خاصة وأن الأولاد بدأوا يكبرون ويتطبعون بطبائع أهل البلد الأصليين وذلك بعد أن دخلوا المدارس الابتدائية .
كل مادار في خلد الدكتورة منى أن زوجها إنما أزمع على الهجرة المعاكسة ،سابحا ضد التيار ،فالناس في هذه الأيام تهجر بلادها إلى حيث الحضارة المدينة والتقدم التقني وحياة الرفاهية ، كانت تظن أنه يريد أنن يستنقذ الأولاد الذين
2
كبروا قليلا وبدأو يتطبعون بعادات الكفار ، ومن براثن الفسق والمجون ومن تيار المادية الذي يطغى على الحياة الغربية .
ولأن أهله في حلب لم يكونوا يعلمون بعودته النهائية إلى بلده ، فقد صعق ذوو الدكتور علي عندما رأوه أمامهم . حاولوا أن يفركوا أعينهم مرارا ليتأكدوا أهو هو؟ فيصدمون بالمفاجأة الكبيرة . فكثيرا ماكان علي يتكلم في المجالس العامة عن استحالة الرجوع إلى أرض الوطن بسبب الحال الاقتصادية المتردية في بلده سورية ؛ فهو وزوجه يتقاضون راتبا شهريا يعادل عشرة أضعاف مايمكنهم أن يحصلوا عليه في بلدهم الأم . أضف إلى ذلك أن من يعيش عقدين في بلاد الغرب فإنه من الصعوبة بمكان أن يستطيع التأقلم مع شظف العيش التي تعاني منه البلاد النامية ، فهي بلاد نائمة كما يحلو للدكتور علي أن يسميها .
وصار الحديث عن رجوع الدكتور علي إلى بلده حديث المجالس ، فهذا يقول : لن يصبر الدكتور علي على المكوث هنا أكثر من ثلاثة أشهر فستصدمه الحالة الاجتماعية المتفككة التي يعيشها الناس في هذا البلد المسلم الذي ليس له من الإسلام غير الاسم . ويقول ثان : لو أنني أعلم أن الحصول على تأشيرة سفر لأمريكا يكلفني أن ( أبيع اللي فوق واللي تحتي ) لفعلت ، ماأحسب صاحبنا إلا أنه قد تسرع في القرار وسرعان ما سيثوب إلى رشده . فيتدخل آخر قائلا : بل ربما يصبر على هذه البلاد ستة أشهر ، والله إني لأحسبه قد جُنَّ ، لقد سمعت بأن دخله الشهري وزوجه يتجاوز عشرة آلاف دولار . شهق رجل ضرير كان في المجلس وقال ياترى كم تساوي العشرة آلاف دورال بالليرة السورية ؟ فصفعه أستاذ اللغة العربية على رقبته وقال : اقعد أيها الرويبضة أراك صرت تتكلم في أمور العامة . فانبرى ثالث قائلا ألا يحق لهذا الرجل الكفيف أن يعرف أحوال الدنيا، لماذا تحجبون الحقيقة ياإخوان ؟ ألا يكفي أن وزارات الإعلام العربية جمعاء تمارس التضليل ؟! العشرة آلاف دورال،كما يحلو لك أن تسميه أنت تساوي نصف أرنب . ضج الأكمه بضحكات هيستيرية قائلا : وهل يتعاملون بعملات حيوانية ؟ أم أنك ضللتني أكثر من وزارات الإعلام العربية ؟ فضحك الجميع وقال أحدهم : النصف أرنب يساوي نصف مليون شهريا ، فسقط الأعمى مغشيا عليه ،وجيء بالماء ليصب على رأسه كي يفيق ، فسُمع يقول : أنا لاآكل نصف أرنب حقيقي في الشهر !
عاد الحديث إلى المداولة ثانية فقال قائل : لم تدل دلوك ياأبا الحكم ولم نسمع منك رأيا البتة ،هلا أفدتنا عما يجول في خاطرك بشأن الدكتور علي الذي حير الألباب ، فنحن نعهدك ذا رأي حصيف وحنكة ثاقبة فقد عركتك الأيام كثيرا ؟
3
بدأ أبو الحكم بالبسملة ثم أثنى على الله تبارك وتعالى وصلى على حبيبه المصطفى وقال : أما أنا ياقوم فقد أخرت مداخلتي كي أسمع آراءكم جميعا ثم أقول رأيي المتواضع إن سمحتم ، فهتف الجميع بصوت واحد ، تفضل ياأبا الحكم ، فأردف قائلا : كل ماقلتموه يمكن أن يكون صحيحا ، ولكني أقول إنْ كانت قرارات الدكتور علي عرضية فأظن أنه ينهي السنة حتى لايضيع على أولاده السنة الدراسية فكما تعلمون أن له ولدا وبنتا في المدرسة الابتدائية . صحيح أنه يدرسهما في مدارس خاصة أجنبية حتى لاينسون اللغة الإنجليزية ولكنهم كما علمت من زوجتي وأولادي أنهم وأمهم غير منسجمين في الحياة الجديدة ، وأعرف الكثيرين الذين رجعوا إلى بلادهم لكن سرعان ماصدمهم الواقع المرير الذي تعيشه البلاد فعادوا أدراجهم سراعاً . ولكني أرجح أن السبب الرئيس الذي دعاه للرجوع ليس الأولاد والزوجة فحسب وغيرها من الأمور التي ذكرتم ، وإنما سبب خفي يضمره في نفسه ولم يطلع عليه إلا الله سبحانه وتعالى ، سيما وأنني تحيرت في أمره أنه مكث شهرا كاملا في بيت والديه قبل أن ينتقل إلى بيته رغم عدم الانسجام المعلوم بين أمه وزوجه .
إذاً نفهم من كلامك ياأبا الحكم أن والديه هما السبب الدفين في عودته فأجاب: أجل وإن كنت لاأدري كنه هذ االسبب العجيب .
تناهى إلى سمع الدكتور علي مايتناقله الناس عن أسباب عودته إلى بلده حلب ، فقرر أن يفشي السر الذي كان قد أودعه في صدره حتى لايتكلم به الناس مخافة أن يحبط عمله . ولكنه علم أن إظهار الحقيقة فيها تعليم للناس وتشجيع لهم لكي يحذوا حذوه وينقلوا عنه الأخبار . فهو يعلم أن الكثيرين من أصحابه يحبونه ويثقون بما سينبئهم به ، حتى الذين تربطه بهم علاقة بسيطة ؛ فقد أعلن من اللحظة التي افتتح عيادته فيها في وسط مدينة حلب الشهباء أنه سيأخذ الحد الأدنى للأجور التي حددتها وزارة الصحة ، كما أنه سيأخذ نصف هذا الأجر من الأصحاب والجيران والإخوان الحميمين . نعم فقد كسب بذلك كثيرا من الزبائن خلال فترة قياسية ، سيما وأنه أحضر معه من أمريكا أحدث الأجهزة في مجال فحص البصر .
قرر الدكتور علي أن يدعو كثيرا من أصحابه وجيرانه إلى وليمة في حديقة بيته كي يعلمهم بحقيقة أمر عودته الميمونة إلى بلده الحبيب سورية . فأعد لهم متكأ في حديقة منزله ذات الأغصان الوارفة والزهور التي تضوع برند الربيع ، وأحضر لهم مالذ وطاب من الطعام الذي يُشترى من السوق ؛ لأن زوجته الطبيبة لاوقت لديها لإعداد الطعام لعشرين شخص ، ثم إنهم قد تأثروا بالعادات الغربية
4
من إحضار الطعام جاهزا من المطاعم ، إن لم تكن الدعوة قد عملت أصلا في المطعم .
وبعد أن شبع الجميع وحمدوا الله تعالى أن رزقهم أطايب الطعام وشكروا مضيفهم أن يرزقه الله تعالى المال الحلال ويخلف له خيرا مما أطعمهم إياه قال الدكتور علي لضيوفه : أما وأنكم قد تكلمتم كثيرا وأطنبتم في سبب رحيلي عن بلاد الغرب إلى الشرق بلدي الأصيل فإن معظم ماذكرتم من أسباب هي صحيحة ولكنها ثانوية ، وإني كنت أكنّ السبب الرئيس في ضميري كي لايطلع عليه غير خالقي سبحانه وتعالى رهبة من أن يتحدث الناس عني فيدخلني شيء من الرياء . إن الأسباب التي خضتم فيها من إنقاذ األولاد من أحضان الحضارة الماجنة الغربية والعيش في كنف بلدي العربي الإسلامي الذي أعتز به وسماع نداء الله أكبر خمس مرات في اليوم والليلة ، كل هذه كانت تراودني منذ عشر سنين ، ولكن حياة الدعة وطيب الإقامة ولذة العيش الرغيد كانت جميما تشدني للبقاء ، فأنا مسلم بالفطرة ولا أزعم أنني متمسك بأهداب ديني الحنيف كلياً ، إلا انني كنت محافظا على شعائر ديني مواظباً على سماع خطبة الجمعة في مسجد المدينة التي أقطن فيها وأحضر كثيرا من اللقاءات التي يعقدها المركز الإسلامي في المدينة كي لاأذوب في خضم الحضارة الغربية وكي لايخدعني بريقها الزائف فيجرفني التيار الهادر في طريقه نحو هاوية الحضارة المادية الصماء . نعم ياإخوتي ، أعلم كثيرين من المسلمين من جنسيات متعددة ممن فتنتهم الحضارة الغربية بزخرفها البراق فعمت أبصارهم وصمت آذانهم ، فمنهم من لم يرجع إلى بلده منذ أن حطت رجلاه في تلك البلاد ، ومنهم من غير اسمه إلى جورج وحنا ومايكل ، ومنهم من ارتد إلى النصرانية ، ومنهم ومنهم كثيرون . كل هذه وتلك كانت أسباب يحتدم صراعها في نفسي فأحاول كبتها طيلة عشرة أعوام .
وذات جمعة كنت أنصت إلى الخطيب وقد كان يتكلم عن بر الوالدين فوعظ وخوف المستمعين من مغبة العقوق وقال إن سبلا كثيرة من البر يمكن للمرء أن يقتفيها وذكر الكثير منها ، إلا أن الأمر الذي روعني حديثا صحيحا ذكره جعلني أجمد في مكاني فيتجمد تفكيري عنده فلا يجاوزه ، حتى إنني لم أعي الدعاء وصلاة الجمعة بعده . قال الحاضرون بصوت واحد : وماهو يادكتور ؟
قال : يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رَغِم أنف من أدرك أبوين شيخين أحدهما أو كلاهما ، ولم يدخل بهما الجنة ) .
فقد خرج كل من في المسجد وبقيت وحدي واجما لاأستطيع حراكا ، فجاءني الخطيب وسألني ممازحا مابك يادكتور علي ؟ ألا تريد أن تذهب ؟ أم تريد أن أحضر لك فراشا فتنام هنا ؟ فقلت له يامولانا : إن الحديث الذي ذكرت قد نزل من
5
نفسي منزلا مخيفا ً فمذا عساي أفعل وقد بلغني ، وأنا كما تعلم مقيم هنا منذ عشرين عاما ؛ أي منذ أن حطت رحالي هنا عندما جئت في الثامنة عشرة ودرست الطب ثم تخرجت في الجامعة بعد ست سنين وتخصصت في جراحة العيون ، وأنا لاأزال أزاول المهنة حتى هذه اللحظة .
سأل الخطيب : وأي حديث تعني فقد أوردت أحاديث كثيرة ؟
تابعت القول : كنت جلّ ماأفكر به نفسي وأولادي وزوجي وديني ووطني ، لكني لم أفكر يوما بوالدي ؛ لأننا خمسة إخوة أنا أوسطهم ، ولي أربع أخوات أيضا ، وهم جميعا بارون بأبويهم ، فكنت أحسب أن برهم مجزء ولكن الحديث الذي ذكرت قد وقع في قلبي موقعا رهيباً ، وإني أفكر في العودة إليهم سراعا ؛ لأن أبي شيخ قد بلغ من العمر عتيا وأمي مريضة بداء عضال لا برء منه فيما يبدو ، فبماذا تأمرني ؟
الخطيب : الأمر لله ياأخي ، ولقد أدركت ما الحديث الذي لامس شغاف قلبك ، فامض فيما أنت ماض فيه والزم قدميهما فثم الجنة ؟
قالت : ولكني وزوجي نعمل هنا منذ عشر سنين وقد تعودنا حياة الدعة وركنا إلى رغد العيش ، فأخشى إن نحن عدنا إلى بلدنا حيث الوالدين لانجد معشار الذي نجنيه هنا فتنقلب حياتنا إلى جحيم وأخسر الزوج والولدين .
قال الخطيب:أنصت معي إلى هذه الآية ، فإن كان الحديث قد بلغ من نفسك مبلغه ، فحري بالآية أن تفعل أضعاف فعل الحديث لأنها قول الحق تبارك وتعالى الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، يقول الله عز من قائل في محكم التنزيل في سورة الطلاق بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) صدق الله العظيم
قلت : قرأت هذه الآية مرارا يامولانا الشيخ فكنت أحسبها في سياق الطلاق فقط !
الخطيب : بل تشمل كل مناحي الحياة والذي منه الطلاق ، ومما لاينتبه إليه الكثيرون حتى العلماء أنها تشير إشارة خفية لطيفة إلى الحض على الصلح والتوفيق بين الزوجين المتخاصمين ، فقد حجرها البعض على أن الله عز وجل يجعل مخرجا لكل من ضاقت به السبل لحياة زوجية هادئة فيلجأ إلى الطلاق ، لكنها تنزل في مقام قاعدة خصوص السبب وعموم اللفظ .
سألت : وما معنى هذه القاعدة ياسماحة الشيخ ؟
الشيخ : كثير من الايات القرآنية نزلت لسبب معين أثناء حياة النبي صلى الله عليه وسلم ،هذا ماتعنيه القاعدة بخصوص السبب ، ولكن المعنى يتعداه إلى عموم اللفظ ؛ أي أننا لانحصر الحكم في السبب الذي نزلت من أجله الآية ، بل
6
نتعداه إلى حياة المسلمين العامة . وأضرب ك مثلا على ذلك ؛ فالآية من سورة الكهف التي تقول ) ولاتقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ) نزلت معلمة النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله الكفار عن أشياء لايعرفها فقال لهم أجيبكم غدا ، ولم يعلق الأمر على المشيئة أي لم يقل إن شاء الله ظنا منه أن الوحي سينزل غدا مخبرا إياه ، فأبطأ الوحي شهرا ، فشق ذلك على النبي ثم نزل الوحي بآيات الكهف تنبأه بالأمور الذي سأل عنها ومن ضمنها الأية التي ذكرت آنفا فهي للرسول خاصة وللمسلمين عامة .
قالت : جزاك الله خيرا على هذا التوضيح ، ولكن ماذا سأفعل إن صعبت علي الأمور وضاقت بي السبل ؟
الشيخ : إن الحديث والآية التي تلوت سنن من سنن الله في أرضه ، فعليك أن توقن بهما ، وإن أبطأ عليك الفرج . ولاتنس أن تسلم لي على والديك .
فقلت : سأفعل إن شاء الله ،،
وهاأنذا بين أيديكم بشحمي ولحمي ، فهل تصدقون صحة مقالي ؟
الجميع : صدق الله وصدق رسوله ، وصدقت يادكتور علي .
أبو الحكم : ألم أقل لكم إن اللغز الذي يحيرني هو والدا الدكتور علي ؟
الدكتور : أنت رجل تقي ياأبا الحكم ، والمؤمن الحق له فراسة عجيبة .
ولم تمض سنون ذات عدد حتى أصبح الدكتور علي سيرجية أشهر طبيب في مدينته ثم في بلده ومن ثم أشهر طبيب على مستوى المنطقة ، فقد كان أول من أدخل تقنية تصحيح البصر بأشعة الليزر فدرت عليه الأرانب بلا حد ولاعدد ، وصدقت فيه سنة الله في عباده ونبوءة رسوله صلى الله عليه وسلم .
لايمانع الدكتور علي من أن تتناقل الأجيال قصته جيلا فجيل لعموم العبرة ونشر الفائدة بشرط ألا تنقل لموظفي المكوس .