أبناء الأسد

ماهر طلبه

[email protected]

قالوا له : نعم أنت ابن أسد لكن أمك ...

..وضحكوا .. فبكى وتذكر أمه – تلك التى اختارها الله إلى  جانبه وحرمه منها .. كيف كانت تقضى ليلها بالخارج لتأتى له ولآخواته بالطعام ..وكيف كانت تلقى بنفسها حين تعود إلى جوارهم تنعى يومها وتبكى الغد .. تضمهم إلى صدرها وتحكى لهم عن الذئب الذى يريد أن يلتهم الحمل ، وعن الحمل الذى يريد أن يحمى الصغار ، والصغار الذين يجب أن يحيوا حتى لو غاب الحمل .. وتبتسم وهى ترى البراءة المرتسمة على وجوه الصغار ..فيبتسمون ..

قال لهم...: "نعم أنا ابن أسد لكن أقسم لكم أن أمى لم تكن أبدا .."..

وبكى.. فعادوا من جديد إلى ضحكهم المر .. وتذكروا .. . كم من المرات كانوا يقابلونها بالسباب واللعنات ، وكم من المرات ضحكت فى وجوههم ..

وقالت .." غدا عندما تكبرون ستفهمون إنه عندما يكون عندكم مثل هؤلاء الصبية والصبايا المفترشين البلاط .. ستبيعون كل ما تملكون من أجل أن تحافظوا على حياتهم ، وأنا لم أبع بعد سوى الضحكات .. "

وبكت ... لكنهم لم يوقفوا السباب واللعنات .. . حتى عندما صرخت فى وجوههم ذات مساء ..

: "أنا أشرف منكم جميعا فأنا أبيع لأطعم هؤلاء أما أنتم فلما تبيعون .."

والقت بنفسها أمامهم من فوق سطح بيتها ساقطة فى بركة الدم الحامض ،  لم تثر فى نفس أحدهم الشفقة ، ولم يفهموا ..  بل اعتبروا أن الله قد انتقم له ولهم ، ولم يبكها أحد ...

 قالوا له .....:  احكى لنا عنها ...

....: من أين كانت تأتيك بالطعام والثياب ؟

... : لماذا كانت تخرج فى أول الليل مثل شمس النهار وتعود مع الفجر غاربة ؟..

 ....: هل تعرف كم كان ثمنها ؟...

وضحكوا .. فبكى ..واقسم من جديد...

"إنها لم تكن .. لكن الزمن – وقد علمه الكثير – لم يتح لكم بعد أن تفهموا أنه عندما يكون لدى المرء مثل هؤلاء الصبية والصبايا المفترشين البلاط .. لن يتردد فى بيع أى شئ من أجل الحفاظ على حياتهم "

وبكى ..فصمتوا ...