الحق والباطل

ليلى رابح / الجزائر

[email protected]

مضى الحق و الباطل يسيران جنبا الى جنب و قد عزم كل منهما على بلوغ قمة الجبل و الظهور على الناس جميعا ، لكن ما أن وصلا سفح الجبل حتى هبّت ريح عاتية ، فأخذ الباطل يرتعد و أسنانه تصطك من شدة البرد فلقد كان عاريا فارغا . أما الحق فظل رابط الجأش ، صامد النفس لا تهزّه نسمة واحدة ، فلقد كان مكسوا مشبعا بنفسه .

ظل الباطل يئن و يتوجع و يشكو ألم البرد و يستجدي عطف الحق مستثيرا نخوته و أصالته ، فما كان من الحق إلا أن خلع عليه بردته فالتبس الحق بالباطل و اختلط الحابل بالنابل منذ ذلك اليوم .