الكاميرا
عبد الواحد محمد
قامت من نومها مبكرا
تتثاءب ..يساورها شعور بالقلق .. الخوف من المجهول .. وعلي النقيض يساورها الشك
في
إبداء رأي ما.. تجاه قضية ما ؟احيانا يتعلل البعض بالدبلوماسية
قامت من نومها
مبكرا تتثائب ..يساورها شعور بالقلق .. الخوف من المجهول .. وعلي النقيض
يساورها
الشك في إبداء رأي منصف ..
.. تجاه قضية ما ؟احيانا يتعلل البعض بالدبلوماسية ...عدم إغضاب الأصدقاء ؟
السلطة ؟
الليالي الباردة ؟
الملعونة الفاتنة ؟
ماعلينا تلفظتها في نبرة واهنة .. تصفحت جرائد الصباح كعادتها .. مع رشفات فنجان القهوة السادة.. لزوم الرجيم القاسي ..
خبر بالبنط عريض :الوطن ينعي خيرة الرجال ؟
الأباء ؟
الحكماء ؟
وصورته تتصدر الصفحة الأولي بوجهه البشوش !
تساءلت بريبة من يكون ؟دققت النظر أكثر اعرفه .. ثم اردفت ثانية اعرفه ..حالة استثنائية في تاريخنا الإنساني ؟فكل مسؤول سابق.. يرحل لاينعي.. إلا بخبرمنزو..
اسفل الصفحة الأولي..؟
علي اكثر تقدير ..مهما كانت انجازاته .. عطاءه .معدنه ..!
علي التو .. اسرعت تستبدل ملابسها بملابس اكثر وقارا .. عباءة عربية ..تتناسب مع خبر الرحيل لرجل من خيرة الرجال ؟
وبكاءها يسطر فاصل من فصول رحلة زمن ؟
امسكت بالريموت كنترول
لتضغط بأصبع السبابة
علي المشاكس ...السحري لحدوتة الزمان...
..تنقب عن الأحداث ..بحرقة عاشق كف بصره ؟
فتأتيها علي الفور .. اخبار الفضائيات من هنا وهناك
تنقل كل كبيرة وصغيرة
عن تاريخ الرجل
الساعات الأخيرة في حياته
محطاته
وجزءا لايبين الرؤية من تفاصيل مؤامرة كبري
ملعوبة بغباء
لا ذكاء
لا مجرمين
أندال هم أندال
أعرفهم بالأسم الواحد .
آه
آه
اودت بحياته خسة !اشعلت سيجارتها من فوهة ولاعتها الذهبية ..
وسحبت نفسا عميقا ثم طردته في فضاء غرفتها ...كأنها تسترجع زمنا كان فيه الأب والأم والقدوة والإنسان ...
بلا دعاية زائفة ؟
توقفت ثانية عند احدي المحطات الأخري .. المحايدة ..
.. شد انتباهها فيلم تسجيلي عن حياة رجل غير عادي
ثاقب النظر .ذو كبرياء
وسيم المحيا
يحمل القاسم الاكبر من وجهه .
. التواضع
الفطنة .
. الشموخ
عزة الأوطان ؟
غرقت في دموعها دون ارادة منها ؟
فتحولت وجنتيها إلي حديقة مطر؟
فكم تمنت لو أن العمر.. امهله ... لأجرت معه مقابلة صحفية ... فهو فارسهاوحلمها الآبي
فهي محررة في صحيفة الزمن ؟
ليس للشهرة اوسبق صحفي..
بل كان سيمنحني للتاريخ رسالة صادقة ؟
حقائق .. لايعرفها غيره؟
آه فقدناه !
آه فقدناه !
مازال يخاطبها من وراء الكاميرا
وهي تشعل سيجارة ثالثة !
تمتمت .. أنه معجزة في زمن لايتكرر كثيرا ؟
والفيلم التسجيلي يقرب لها معدن الرجل
سيرته الذاتية
الساعات الآخيرة
روشتة دواء لكل طريق خطت فيها قدمه
صفحات مشرقة من تاريخ أمة ..
لم يتخف وراء اقنعة من الوهم ؟؟كان حاضرا رغم بعده عن المناصب الرسمية أكثر من عقد
!نعم كان معبودنا .. امير نهضتنا .. ثقافتنا .
. حلمنا الذي كف عن الصياح
لا... لم يكف يا أندال ؟
لم يرحل .. يا ذئاب العالم ؟
آه... ومن القائل... يوما أنه سكن برجا عاجيا ..
تبرأمن حبيبته ...
. تنسم هواء غير هوائنا ...
. خطت بقدميها نحو مكتبها للتأكد ...
من صورته... فمنذ أن كانت طالبة في الجامعة.. تحتفظ بها في طي كتابها الفضل ... الكاميرا ..
مرت عقود... وهو إنسان لم يتغير ؟
أنهمرت دموعها ... كشجر البرتقال ..واحتضنت صورته الأبوية جدا
وعينيها تبحث عن مغتاليه
وسط كم البشر... الذين لايعرفون غير حمامات الدم... وطنا لهم ؟؟لتكتب بسطور أناملها ..
تاريخ رجل لم يرحل .. ولن يرحل .. فمازال يقرأمعنا حقيقة اسفارنا إلي المجهول !
يتآلم لحال فقراءنا ... أوجاعنا .. حلمنا الكبير .. الذي تضاءل علي أرصفة المتسكعين !
آه .. آه لما ذا لاتأخذهم شوطة .. نيران العدالة .. الذين ذاقوها له .. ولنا .. جبناء .. والله العظيم جبناء ..
ظلت تصرخ في أعماقها .. تري الذئاب .. وهم يوارونه الثري .. الرجل الذهبي ... تلعنهم .. تسبهم .. فهي امرأة .. لاتعرف غير مفرد .. وجمع .. والأغرب ... من يكونوا ؟
دونت الحكاية .. ورسمت ملامح كل منهم .. وهي تتوعدهم يوم قريب .. لن تفلتوا من العقاب .. كله سلف ودين ... اشعلت سيجارة عشرينية ... وهي تكتب سطور الرجل الأخيرة ..
سوف تعود ؟
سوف تعود ؟
أحتضنت كتابها المضل الكاميرا ... وهي تبكي كشجرة برتقال ندية .. .. قائلة .. لن ترحموا .. فأنتم شياطين عالمنا ؟
الكاميرا .. تخرج من درب .. إلي درب .. ويدها تشعل العلبة الثانية عن بكرة أبيها .. وهي تلملم .. المفرد .. والجمع .. في بلاتوه غرفتها .. التي كساها الضباب .. ولم تعد تعد تفكر في يومها
بل أيام قادمة ؟
عقود حبلي بمولود استثنائي ؟