من تزوج ببلاش ترك ببلاش

من تزوج ببلاش ترك ببلاش

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

أراد وجيه كبير في قومه أن يُزوج ابنه من ابنة وجيه آخر ، وبمجرد أن طلبها من والدها ، وافق أبوها على زواجها وأبدى ترحيبا بالغا باعتبار أنه يشعر بشرف كبير من وراء هذا الزواج ، ورفض أن يأخذ منه مهرا لابنته ، وفي يوم زفافها ، أعدّ لها موكبا ضخما مجهزا بالمال والرجال ، والخدم والخير الكثير ، خرجت بنت الوجيه في ذلك الموكب الضخم ، وفي يوم فرحها ، تنتظر أيام سعادتها وبهجتها ، وفي الطريق ، طلب الوجيه الذي خطب العروس لابنه ، من حادي الموكب وقائد الناقة : أن يضرب الناقة وأن يسرع في سيرها .

بدأت الناقة بالسير مسرعة ، وبدأ معها الموكب بأسره يتعرض لمتاعب الطريق ولم يحفظ الوجيه للعروس حرمة ولا شأنا .

وفي الطريق قال له أحد المارة : أرفق يا رجل بالنساء من فوق الجمال ، تمهل ولا تسرع .

 قال الوجيه  : لا أريد أن أسمع لأحد ، أضرب الناقة وأسرع في السير ، فإننا لم ندفع من جيوبنا قرشا واحدا .

كانت العروس تسمع ما يقوله ذلك الوجيه ، فأمرت حادي الناقة أن يعود بالموكب إلى أبيها .

عرف أبوها الحكاية ، ورفض أن يعيدها إلا بشروط كان من أهمها ، أن يدفع مهرا لها قدره مائة ناقة عشراء ( أي قابلة للولادة ) .

وافق الوجيه على ذلك ، ونزل عند رغبة أب البنت ، وفي الطريق طلب من حادي الركب أن يسير على مهل ، وأن يرفق بالموكب حفاظا على عروستهم ، ومرّ عليهم رجلا فقال : ما هذا المسير ، أسرع بالركب !! .

قال الوجيه : لا لقد دفعنا بها ثمنا غاليا من دماء قلوبنا ، فحافظ عليها ولا تسرع .

عاش تراثنا الفلسطيني

ويسلم لي القارئ يا رب