الرزق بيد الله

من قصص التراث الشعبي الفلسطيني

الرزق بيد الله

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

عاش رجلان متجاوران مدة طوية من الزمن ، كان أحدهما يعتقد أن الرزق عبارة عن مهارة وذكاء وقوة ، وكان الآخر يعتقد أن الرزق على الله رب العالمين سبحانه ، فهو الذي يرزق النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، ولا ينسى من فضله أحدا أبدا ، وكان يؤمن بأن على الإنسان الجد والاجتهاد في طلب الرزق والباقي على الله تعالى .

 كان الجار الأول كثيرا ما كان يتهم جاره بأنه كسول ولا يبحث عن رزقه ، أما هو فكثير الحركة والنشاط في البحث عن رزقه .

 في يوم من الأيام زار الملك المدينة التي يقطن بها الاثنان ، ليتفقد أحوال الناس ، فجذب اهتمامه الجار الأول ، حيث كان كثير الحركة والنشاط والحيوية ، أراد الملك أن يكافئه بهدية ثمينة على نشاطه وحُسن حركته .

 وفي اليوم الثاني عاد الملك مرة أخرى إلى المدينة ومعه دجاجة مطهية شهية مجهزة تجهيزا ملكيا خاصا .

 قدم الملك الدجاجة إلى ذلك الرجل مكافأة له على ذكائه ونشاطه وحسن حركته .

 أخذ الرجل الدجاجة وذهب بها إلى جاره معاتبا وشامتا ، قال له : انظر كيف رزقني ربي طعاما ملكيا شهيا بسبب ذكائي وحسن مهارتي  .

 قال له جاره : أتبيعها ؟

اتفق الاثنان على ثمنها فباعها وانصرف .

بدأ الجار الواثق بربه يأكل الدجاجة مع زوجته وأطفاله ، وإذ بكيس ممتلئ بالذهب بداخلها .

بعد أن أكل وحمد الله ، ذهب إلى جاره وقال له : أنظر ، كان الرزق لك فصار لي فالله وحده مُقَسّم الأرزاق ، واللي إلك .... إلك ما هو لغيرك ، واللي لغيرك مُحََرَّم عليك .

ويسلم لي القارئ يا رب