خمس قصص قصيرة جدا

"17"

محمد شوكت الملط

[email protected]

"1"

نكران الذات

فى احدى مستشفيات لندن رقدت الطفلة الصغيرة ،  وضعوها على قائمة الانتظار،استعدادا لوصول كبد متبرَع به، ثلاثة أعوام مرت ،لم تُجرَ عملية زراعة كبد لها، بدأ اليأس يغزو قلب أبيها ، فجأة...ادارة المستشفى تبلغه بقدوم جثة لطفل صغير،لم تمر سوى ساعة على وفاته، يحملها أبوه ،الذى آثر التبرع بأعضائه للمرضى المحتاجين ،أُجريت العملية بنجاح،الأب لم يتعرف على شخص المتبرع،لا بالمقابلة ولا بالإتصال التليفونى ، سأل عنه الادارة ، ليعطيه مكافأة،أو ليقدم له الشكر ،أخبرته بأنه لم يترك عنوانه،ولا رقم هاتفه ، ولا مكان عمله ،رفض ذكر اسمه.

"2"

مقاطعة مرفوضة

ببدلته الفرنسية ...ونظارته الإيطالية...وساعته السوسرية ...وقف العضو الشهير بأحد أندية الروتارى يتحدث متعاليا .... فى مؤتمر عن المقاطعة للدول الداعمة للعدو الصهيونى ....بلغة مختلطة ...لا هى عربية ...ولا هى  انجليزية....خرج الحاضرون  من القاعة...واحد تلو الآخر .

"3"

قبلات حتى الموت

بجرأته المعهودة أخرج حبيبته من محبسها الضيق ...أمسكها بيده ،أعطاها قبلة عميقة،ثم اشعل فيها النار مباشرة ، مازال يقبلها ، يتوقف قليلا عن التقبيل يعاوده مرة أخرى ، فثانية ، فثالثة،مرات عديدة ، متتالية،حتى تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة،يعطيها قُبلة الوداع ،قُبلة عميقة طويلة ،يمسكها بيده ،يلقيها بلا مبالاة،على الأرض ، يدوسها بحذائه،إنها السيجارة الخامسة والأربعين بعد المائة ألف سيجارة ، متوهما أنه قد أجهز عليها جميعها،خلال عقدين من حياته ،ولا يعلم أن هذه هى السيجارة الأخيرة هى التى  قصمت ظهره،اكتشف الأطباء اصابته بسرطان

 الرئة،مازال عاشقا لتلك القُبلات القاتلة .

"4"

ظُلم

اشتُهر بين الناس بالظلم...ظلم نفسه،ظلم جيرانه...زملاءه...أقاربه... أصدقاء الطفولة،ظل على هذا الحال،الى أن انتهى أجله، مات...أقاموا له مأتما،لم يتأخر واحد منهم عن الوقوف...مستقبلا المُعزين

"5"

سيد وعبد

المال برفقتك...بارادتك...يمكنك أن تجعل منه...خادما لك ،وبارادتك ..أنت ...أن تصنع منه...سيدا مفسدا لك.