فحمة الليل

زكرياء بوغرارة

إبتسم إبتسامته التقليدية.. جر رجليه في بطء كسلحفاة عميقة الكهولة

أحس برغبة جارفة في القيء.. دون أن يثيره الغثيان في شيء.. كان كمن فقد شيئا له قيمة في وجدانه

هاقد تبددت البسمة الدونكيشوتية الفارغة  تحولت إلى شحوب باهت إمتد طول عضلات وجهه المتغضن..

 أرسل دمعتين يتيمتين من جفنيه بينما أهدابه لاتزال مثقلة بمشروع بكاء غزير.. لكنه سرعان ما كفكف دمعه ويديه المبسوطتين بعد أن انهى لحظة خشوع كشفت حجمه الإنساني وأنه لايعدو أن يكون في منتهى الضعف أمام القدر.. ثم إختفى في فحمة الليل

 وحدها صدى كلماته ترددت في المكان

كانت جارحة ملآى بالكلوم والكدمات والشجون العاصفة

 "" ما أقوى الألم عندما ينبعث من الصدر بتأوهات مهيضة الجناح ""

""آآآآه""

 إزدادت مساحة السواد والعتمة مع هبوب ريح خفيفةإنبعثت من عمق ليالي أيلول الغدافية..