البكر
محمد المهدي السقال
القنيطرة / المغرب
أيقظ الملك قطته الوديعة ، تحاشته وجهها للجدار ، في ليلته الألف، ما زال الحاكم بأمر الوصيفة عاجزاً إلا عن سماع الكلام المباح ، تسمَّعتْ همسه برجائها ستر فضيحته ، استدارت ، وجدته يئن من برودة أوصاله في عز الحر ، بينما تعالى اللغط بباب القصر ، في انتظار الصرخة الأخيرة .
في البدء كانت تنسحب عبر البوابة الخلفية قبيل انبلاج الفجر ، يتلقف الشارع ما تبقى من جسدها الموشوم برائحة الليل .
صارت تخرج في هودج من حرير ، تتحسس ثوبها النقي على وقع نظرات عينيه النائمتين ، يلمح سخرية باردة تتسلل نحو الضوء ، فيستدرك اضطرابه بالتلويح للحاشية بيد متعبة ، آملا عودتها غدا لاختبار آخر .
حين استدرجته لتعليل المصاب ، تشكى لها بهموم الرعية التي تجمد الماء في الركب ، تظاهرت بفهم القول فتنفس الصعداء .
في المساء ، عثرت في نفس الرجل متكئا على عصاه المعقوفة ، قال إنه انتظر طويلا خلف الباب ، يرقب انفتاح المزلاج الصدئ ، لم تنطق ، تبعها يلهث بتحية متقطعة ، ثم دلف ليخرج كما دخل .
دهشت الأم ، قبلت يد الطبيب الذي أخبرها بأن ابنتها مازالت بكرا، بينما لم تعل محياها صفة تذكر ، لم تكن بحاجة إلى اختبار ، رغم العشرين سنة بين أروقة الظلمة .