هَدايا الليلِ
13شباط2010
مصطفى حمزة
مصطفى حمزة
الرّيحُ تُعولُ في ليل نواكشوط ...
والبيتُ المريضُ السكرانُ يُحاول لمَّ العجوز وهداياها الضاويات اللائذاتِ بأركانه العَطِنَةِ ! وفي حُضنِها الهديّة الأخيرة تُخبئها في أثناءِ وَشاحِها البالي عن أفعوان البرد اللئيم !
طرقٌ خفيفٌ من يدِ آثمةٍ على الباب المَعْدِنِيّ الصّدِئِ.. ثمّ طرقاتٌ أخرى ، يسود بعدَها صفيرٌ غاضبٌ ، يلعنُ نفساً خبيثةً ابتلعها الليلُ !
هديّةٌ جديدة للعجوز السبعينيّةِ البائسةِ ! هبّت إليها فتناولتها باليد الأخرى عن الأرض الرطيبة وجمعتْ اللفافة المُحكمة إلى أختها فوقَ القلبِ الكبير ..وحين أيقَنَتْها أعادت لفّها واحتضنتها ثم نظرت إلى السّقفِ الباكي :
- ربّاه ، أمَا مِنْ لقيطٍ ذكرٍ ، يُزيّن أخواتِهِ المسكينات ؟!!