خمس قصص قصيرة جدا
11
محمد شوكت الملط
"1"
تسابق نحو الموت
فى لحظة واحدة لمس كلاهما باب السيارة الأجرة ...تسابقا على احتلال المقعد المتبقى فيها ... اختلفا على أحقية كل منهما فى هذا المقعد... صاح أحدهما فى وجه الآخر...وجه له وابلا من الشتائم السوقية النابية...احتراما لنفسه...انسحب من هذه المواجهة...انطلقت السيارة...استقل السيارة التالية... التى تحركت بعد السيارة الأولى بمدة ليست طويلة... لم تمر سوى ساعة ... رأى السيارة الأولى كومة من الصاج... لم ينجُ منها راكب واحد... تمتم بصوت خفيض: رُب ضارة نافعة ... الحمد لله .
"2"
موت وخراب ديار
عِشاءً... مات شقيقه الأصغر...فى ريعان الشباب...ترك أرملة ومعها خمسة من الأبناء...وقليلا من المال ...أصر على اقامة سرادق عزاء ضخم ... استدعى اثنين من أشهر قراء القرآن الكريم...ذبح عجلين ...نشر النعى فى احدى الصحف الكبرى... السيارت تجوب الشوارع ... تعلن عن وفاة الفقيد...الدفنة ظهرا... شُيعت الجنازة...عاد ليقف أمام سرادق العزاء... نظر الى السماء ليرى فيها سُحبا دكناء... التحمت فيما بينها ... تساقطت امطار ضعيفة متفرقة... ثم ازدادت لتسقط بغزارة...الشوارع الخاوية ... غمرتها الأوحال... موجات مستمرة من الرعد و البرق...السكون يطبق بذراعيه على المكان...هُرع الناس الى مساكنهم ...لم يستطع أحدهم الوصول الى السرادق ...ظل يندب حظه ...لأنه فى المستقبل لن يتمكن من التفاخر...بهذا الإحتفال الفاخر.. لم يحزن كثيرا ...لأن هذا الإحتفال ...على نفقة الأرملة والأيتام .
"3"
المال والرجال
" المال ليس كل شىء فى الحياة " ... كان شعاره ... وقت أن كان فقيرا ...ولما أتاه الله المال ...أصبح شعاره ... " الرجل يساوى ما فى جيبه من مال " .
"4"
وضاع العمر
أضاع ربع قرن من عمره... فى الغُربة ...بحثا عن المال ...أسرته ومشاكلها... لم تكن يوما من الأيام من أولويات اهتماماته...فاز بالإنضمام الى شريحة المليارديرات..عاد أدراجه الى بلده.. لم يجد الا زوجة ... لاهم لها الا السهر والرقص ....وولدا يجيد شم الهيروين... وبنتا ... أستاذة فى اقامة علاقات غرامية مع الشباب .
"5"
موت وحياة
بعد أن أجرى الطبيب عملية التوليد لإمرأة...ألقى بجسده على الأريكة... نطق بالشهادتين ... مودعا الحياة الدنيا ..فى تلك اللحظة ...الطفل المولود... يطلق صرخاته...معلنا دخوله الى هذه الحياة الدنيا .