الانتظار
أنس أبو عريش /الخليل
فتحت عيناي, لم أرى شيئا... كبرت حدقتا عيني لعلي أجد شيئا... أو ألمس شيئا... لكن لا فائدة، فتحت فمي لأطلب من احد إشعال الأنوار أو إشعال شمعة على الأقل... لكن قبل أن تخرج كلمة واحدة من فمي ثمة تراب دخل فيه, كما أن هواء ملوثاً قد دخل إلى انفي بلا استئذان, فصاحبني شعور بالاختناق .
ومع ذلك حاولت تحريك قدمي.. لم اشعر بها... خمنت أنها بترت... لا ادري ما السبب؟ حاولت تحريك القدم الأخرى... شعرت بها والحمد لله، ولكني لم استطع تحريكها فهناك شيئا فوقها . حاولت دفعه بكل قوتي لكن لا قوة لدي... لم يتحرك من مكانه شبراً واحداً.
جربت أن أغير موضع رأسي, لكنه اصطدم بشيء ما فانساب الدم في شلال ليصب على الارض. الآنبدأت أشعر بالضيق ينخر عظمي, ولم اعد احتمل، أريد أن اخرج من هنا, وان تنتهي هذه اللحظات العصية على الوصف تماما. أريد أن أصرخ بصوت عالٍ، آه.. حتى ريقي لا أكاد استطيع بلعه.
حضرت إلى بالي ومضة سحرية أخبرتني بأنني تحت أنقاض البيت.... نعم لقد كنت قبل ساعات في غرفتي ألهو بدميتي الصغيرة... ثم سمعت صوت الطائرات تحوم وتقصف.
إذا لا جدوى من أية حركة غبية أقوم بها, هناك حلان يحومان في ذهني الآن, أولهما أن أموت مكاني هذه الموتة البشعة... وربما لم يعلم أحدا بوجودي هنا. أما الحل الآخر هو الانتظار... ليت أحدا ينتشلني من تحت أنقاض المنزل الذي دمر في غارة إسرائيليه فظيعة على شمال قطاع غزة.