خروب سوس تمر هندي
ومضات رمضانية
3
م. زياد صيدم
شعر بحاجة ماسة لزيارة حلاقه..تريث لما بعد الإفطار وانتهائه من صلاة العشاء .. – السلام عليكم – وعليكم السلام أبو احمد رد خالد مبتسما وما يزال المقص بين أصابعه– رمضان كريم يا إخوان أطلقها قبل جلوسه.. كان هناك شخص واحد في الانتظار .. لم يمض وقت طويل حتى جاء رجلان كانا يتأففان الحر والظلام في الخارج.. والعرق يهطل من جباههم.. قال الأول : الحمد لله فالمروحة تعمل على الأقل فالواحد .... لم يمهله صاحبه إكمال حديثه حتى انبرى وعلى مضادة بالقول : لا افهم سبب انقطاع الكهرباء لساعات طويلة خلال شهر رمضان.. ولا أجد منطق لهذا الأمر ؟!.. – يا إخوان الصيف حار والرطوبة قوية، ويبدو أن الناس جميعهم قد ابتاعوا أجهزة تكييف.. والشبكة قديمة لا تحتمل.. قالها الحلاق خالد باستهزاء.. – حياك الله يا أخي الكريم فعلا لا نجد منطقا في هذا.. حيث هناك ثلاث جهات تورد لنا الكهرباء.. حتى انه لا صناعات ولا ورش لدينا تعمل كما السابق فالحصار أغلقها جميعها أجابهم أبو احمد..
ساد الصمت هنيهة.. وعقدت ألسنة الجميع .. هنا نطلق خالد كعادته في الثرثرة يقول: وماذا عن الخروب !.. ضحك الجميع وقهقهوا.. فعلا الخروب لا يعلا عليه اتفق معك أبا احمد وابصم لك بالعشرة قالها احد الحاضرين واتبعها بقهقهة قصيرة ..- لكن السوس أجده أكثر حضورا في رمضان بالذات كان تعليق خالد الفوري.. والتفت متسائلا وما ذا تقول أنت في هذا الأمر يا أبو احمد ؟ - يا سادة لو أردتم الحقيقة.. أجد التمر هندي في شهر رمضان هو الأنسب كمشروب على الإفطار..وأضاف قائلا: لدينا الآن مشروبات رمضان التراثية جميعها.. ولكن أطفالنا يريدون العصائر الجاهزة مثل المانجو والبرتقال وتوتو موز ولا يعبهون بما نريده نحن الكبار.. – هذا جيل غريب عجيب لن نعيره اهتماما ولن يتحكم في مشروبات شهر رمضان قالها احد الحاضرين.. – رد خالد متسائلا: كيف يكون ما تقوله وما رأى الإخوان هنا؟..
- أبو احمد: يا جماعة اسمعوا عندي حل سحري .. يتلخص في كل يوم يكون صنفان من المشروبات.. الأول يلبى رغبة الأولاد جميعا بما يريدونه.. والثاني يلبى رغبتنا نحن الجيل الوسط والقديم.. بمعنى لهم العصائر الجاهزة ولنا ... لم يكمل حتى صمت مولد الكهرباء فجأة عن العمل، وأطفئت المروحة ، ووقفت مكنة خالد الكهربائية عن عملها.. يبدو أن الوقود قد نفذ قال خالد..
بينما تحرك لإخراج الوقود من المخزن.. تعثرت قدماه، فتأوه مصدرا أنينا ممزوجا بألم ..فقفز الشاب الذي حضر مرافقا مع أبو محمد على الفور لمساعدته.. حيث كان لديه كشاف صغير ببطارية .. حدث هذا بينما بدأ أبو احمد مع البقية يكررون على مسامع بعضهم مازحين : خروب سوس تمر هندي.. فانطلقت ضحكات خالد من داخل المخزن مجلجلة.. فلاقت صداها فورا، فقهقه الجميع...
إلى اللقاء.