السلبيون

خالد السيد

[email protected]

كانت عقارب الساعة تشير إلى الرابعة ظهرا موعد خروج الموظفين من أعمالهم ....

موعد انطلاقهم من جدران المكاتب والغرف المغلقة إلى الشارع موعد حريتهم .

فهم أشبه بالطيور الحبيسة في الأقفاص انطلقت لتسترد حريتها وتشم عبير الحرية والانطلاق ومن ضمن تلك الطيور المنطلقة لاسترداد حريتها كان عم محمد وهو عامل فقير في احد المصالح الحكومية مثل الآلاف من العمال الفقراء الذين يكدون ويكدحون ويسقون الأرض الظامئة من عرقهم ودموعهم ويرفعوا الدولة على أكتافهم وبالرغم من هذا يقبضوا اقل القليل مما يستحقون وكان عم محمد واحد من هؤلاء واسمه بالكامل محمد أنور مرزوق وعم محمد رجل قصير القامة نحيف الجسم كأنه ظل إنسان تستطيع أن تعد عظامه عظمة عظمة منشدة النحافة تخطى الشيب رأسه وأحنى الزمان ظهره وحفر بصماته على وجهه في جفونه المتثاقلة والتجاعيد التي ملأت وجهه كأنه أعطى وجهه لفنان مبتدى فجاء على تلك اللخبطة وعدم التناسق صاحب عيون حزينة بائسة تسكب دموع على حزنها دون أن تنزل دمعة واحدة وهو لم يتجاوز الخامسة والأربعين ولكنه يظهر للعيان وكأنه قد جاوز السبعين من الحمل الذي يحمله فوق أكتافه فهو أب لسبعة أطفال لا يدرى حتى الآن كيف أنجبهم؟وازاى؟وليه؟

وكان يتلخبط في معرفة أسمائهم وكان إنجاب هذا العدد من الأطفال احتجاج صامت على ظلم الدنيا اوصرخة سلبية دون عنف يصرخها الفقراء في وجه الإنسانية حتى تشعر بهم وكان عم محمد اليوم في قمة سعادته وفرحته لان اليوم هو أول أيام الشهر ولا يحس بجمال وقيمة هذا اليوم الاالموظف الغلبان صاحب العيال فلذلك كان يشعربه عم محمد ولقد قبض عم محمد 170 جنيه هو كل مرتبه بالتمام والكمال وبالرغم من ضالة هذا المبلغ الاانه كان كبير جدا في نظر عم محمد الغلبان الذي عده أكثر من عشر مرات في كل خطوة يخطوها منذ أن قبضه من الخزانة حتى الآن واستمر يعده طوال الطريق ويقلب الفلوس بين يديه كأنه ساحر سوف يزيدهم ثم يضعهم في المحفظة في الجيب الأيسر أسفل قلبه حتى يشعر بالاطمئنان والأمان عليهم وكان كل خطوة يخطوها يضع يده أوكليهما على جيبه الذي فيه المحفظة كأنه يستمد منها الأمن والأمان والهدوء وراحة البال لان حياته وحياة أسرته مرهونة بهذا المبلغ لدرجة أن كل من شاهده اعتقد انه مصاب بالقلب أو يشكو من علة به وفى أثناء سيره شدت انتباهه عروسة جميلة ذات ملابس براقة وعيون جميلة وتقاطيع حلوة ملائكية مثل ابنته فاطمة أخر العنقود التي تشبه العروسة إلى حد كبير واخذ يتذكر قولها بينما كان يتأمل تلك العروسة قبل أن يغادر البيت هذا الصباح نفسي في عروسة يا بابا من البلاستيك أسرحها وألبسها وأتكلم معها وتنام معي كما تفعل صاحبتي فاتن مع عروستها واغرورقت عيناه بالدموع فلم يستطع أن يحبسها أو يمنعها من النزول وصمم على شرائها مهما كانت الظروف والعقبات ونسى الديون والمعيشة والأسرة المتعلقة برقبته ولم يتذكر غير أمنية ابنته الغالية نفسي في عروسة

بلاستيك يا بابا حتى ثمنها الذي تجاوز العشرة جنيهات نسيه أيضا من اجل عيون ابنته واشتراها وحضنها بقوة في صدره كأنه يحتضن حبيب له واخترق صفوف الناس وسار مسرعا كان شخصا يطارده حتى ليتذكر طلبات أولاده  ويضعف أمامها فيشتريها ويجوعوا طول الشهر واتجه إلى محطة الأتوبيس ووقف مع اخرين في انتظاره على اشتياق ولهفة كما ينتظر الحبيب حبيبه وكل دقيقة تمر كانت الناس تتأفف وتنظر في ساعتها وتبصق في الأرض حتى أتى الأتوبيس وهو ممتلى عن أخره بالناس كأنه معدة إنسان أتخمت بالطعام فتوشك أن تنفجر ولم يجد عم محمد حل الاالركوب فاسلم أمره وبصق على الأرض ثم حشر نفسه وسط ركاب الأتوبيس وضاعت ملامحه وهيئته وسط الزحام فصار مثل قطعة اللحم لاشكل لها ولا

هيئة ووضع إحدى قدميه على حافة السلم على أقدام الاخرين والأخرى مازالت على الأرض وفجأة انطلق الأتوبيس واخذ يجرى عم محمد معه حتى يضع قدمه الأخرى ولكنه لم يستطع أن يفعل ذلك وظل يجذبه الأتوبيس حتى سقط من عليه وارتطم بشدة بالأرض وكان سقوطه كالقنبلة التي انفجرت وخرج الدم من رأسه انهار غزيرة لدرجة إنها صبغت الشارع بلون دمه

وصار الشارع مثل اللوحة الفنية التي طغى فيها اللون الأحمر على كل ماعداه وفقد وعيه وسقطت بجانبه عروسة فاطمة وجرت كل الناس التي كانت موجودة على المحطة وعلى المقاهي والسائرين في الطريق واللي بيلعبوا الكرة والنساء من الشبابيك والرجال من البلكونات وكل من رأى الحادث كلهم اتجهوا للمصاب وكونوا عليه دائرة كما يفعل المتفرجين عندما يلتفوا حول القرداتى مجرد حب فضول لااكثر ولا اقل وفى ذلك الوقت كانت العربيات تزمر ولا تتوقف عن التزمير كان لسان حالها يقول في صرخة تنبيه عاو زين نمشى عاو زين نوصل لأشغالنا ومصالحنا مش فاضين للعطلة دي والناس بداخل تلك العربيات يتافافون ويضجرون ويقولوا في ضيق وعدم اكتراث وأنانية هم لازم يعنى يقع في منتصف الشارع ويعطل الناس ما أمامه الطريق واسع كان يقع في مكان أخر فيه غير وسط الشارع وسط العربيات الناس عندها أشغال ومصالح ومش فاضية للعطلة دي وفى ذلك الوقت كان بعض من الذين التفوا حوله وكونوا عليه دائرة أن لا يقتصر دورهم على الفرجة أو مصمصة الشفاه فحملوه إلى الرصيف حتى تمر السيارات وتكف عن ضرب الكلاكسات والصفارات وكان عم محمد مازال ينزف بغزارة وبشدة كأنها شلالات متدفقة فالتف حوله بعض الناس من الذين حملوه كأنهم كونستلو من الأطباء يفحص مريض وكل واحد من هؤلاء يعيش دور الطبيب ويحقق رغبة مكبوتة في الظهور وادعاء التفوق والمعرفة فاخذوا يتكلموا كالأطباء ويتصرفوا مثلهم لا يعرفه احد فقال احدهم للاخرفى بلاهة وسذاجة  كأنه يقول شي لا يعرفه احد انه ينزف بغزارة فقال له الاخرفى سذاجة لاتقل عن سذاجة الأول نعم معك حق فهو ينزف بغزارة وقال ا لثالث لهم كأنه حكيم الحكماء متهيالى انه في حاجة إلى المية لنغسل جروحه ونطهرها فقال الأخر نافيا ذلك كان لديه العلاج الامثل له لا بل هو محتاج إلى كمية من البن نوقف بها النزيف وقال خامس في دروشة وعته لا أظن ذلك بل اعتقد انه في حاجة إلى تدليك قدميه ونظر الناس إليه في سخرية واستهزاء ولقد أدرك هو ذلك فأسرع يقول في كذب وادعاء

إنها وصفة شعبية مضمونة قامت بها جدتي وقال سادس وكأنه يريد أن يكون له رأى مخالف أنا لا اعتقد ذلك وقال سابع وثامن وتاسع وعاشر وكثيرين الكل يريد أن يتكلم الكل يريد أن يثبت وجوده وان يصرخ بأعلى صوته أنا هنا واستمر الرد والمناقشة فترة من الزمن ولم ينتبهوا إلى إنهم بينقذوا مصاب في حالة خطيرة وحرجة وليس في مناقشة للتسلية وتضييع

الوقت عن هدف أحرزه الاهلى اوالزمالك اوعن مشاكل الحياة وظلت مناقشاتهم وأحاديثهم حتى شعروا بانتفاضة قوية في جسم المصاب كان ألف شيطان قد لبس جسمه جعلتهم يتوقفوا عن مناقشاتهم قليلا ولكن سرعان ما عادوا إليها مرة أخرى فقال واحد منهم متعجلا الاخرين وقد لاحظ مدى حرج حالة عم محمد واحد منكم يجيب ماء وكولونيا لنفوقه وبن نكتم به دمه الذي لا يتوقف عن التدفق وواحد ثاني يتصل بالإسعاف الرجل على وشك الموت وحدث ما قاله هذا الشخص فاحضروا المية والكولونيا والبن واتصلوا بالإسعاف بينما استمر الاخرين في جدلهم العقيم ومناقشاتهم السخيفة في حين أن البعض الأخر اكتفى بدور المتفرج الذي لا يعرف أكثر من مصمصة الشفاه وضرب كف على كف تعبير عن الاستنكار والحزن وتتابعت الناس  في الحضور ناس تمشى وناس نجى وكلهم لايفعلوا شيئا سوى الفرجة والمشاهدة فقط وكل شخص يفد ينظر في اهتمام  وحب معرفة وفضول ويسال الواقفين في بلاهة وفضول ماذا حدث؟ إيه اللي جرى؟ إيه اللي حصل؟ وكل سيارة تقف فيسال صاحبها نفس الأسئلة المكررة والمعادة ما الذي حدث؟ إيه الحكاية؟ وهكذا فيجيبوهم بعض الأشخاص بلباقة الصحفيين وذكاء رجال المباحث العرفين ببواطن الأمور كأنهم رأوا الحادث رؤى العين وشاهدوا تفاصيلها كاملة فيقول احدهم في عدم اهتمام ولامبالاة دي حادثة حصلت فيقول الأخر في خبث وذكاء كأنه اكتشف سر خطير أنا لا اعتقد إنها حادثة فيقول الثالث في خطابية وبلاغة لا مش حادثة بل هي جريمة جريمة إهمال وعدم رحمة وأنانية الناس وتدافعهم هو الذي سبب له هذا السقوط ويقول الرابع في بلاغة نافيا ذلك لابل هي جريمة سواق تخلى عن الالتزام واحترام الناس فيقول خامس وهو ينفى ذلك لابل هي جريمة دولة لم توفر  لهذا الإنسان مقعد يجلس عليه محترما ويقول السادس في خبث ودهاء لابل هو في الحقيقة نشال كان ينشل واكتشف فحاول أن يقفز فاختل توازنه وعلا الضجيج وازدادت المناقشة حدة وتوتر وكل شخص يدعى معرفة الحادثة وبواطنها وانه رآها بعينيه كما يرى الشخص الشمس في كبد السماء وتحولت المناقشة بينهم إلى جدال وصراع في حين أن الرجل مازالت دمائه تسيل انهار في الشارع وتنبه إليه أخيرا واحد من الحاضرين والقريبين منه جدا أن جفون عينيه أخذت في الانغلاق كأنها ستائر نزلت لتغلق تلك المأساة وبريق عينيه اختفى بالتدريج كسراج قل زيته وتصلب وتجمد كلوح الثلج كمن خرج لتوه من الديب فر يزر بينما الآخرون مازالوا يرشوا على وجهه الماء ويكتموا جروحه بالبن فقال واحد لهم في تحذير دعكم من هذه التصرفات الغبية فكل هذه الأشياء لن تفيده فالرجل على وشك الموت فقال واحد منهم موضحا ما يفعلوه للمصاب هذه إسعافات أولية حتى تأتى سيارة الإسعاف وتنقله إلى المستشفى فقال لهم في ضيق وغضب من سلبية الاخرين إن انتظرتم الإسعاف فسوف تأخذه جثة هامدة  لاحراك فيها ثم أضاف وسرد لا يوجد غير حل واحد هو إننا ننقله إلى المستشفى فورا فقالوا مؤيدين لهذا الراى نعم الراى هذا هو الراى وسندوه وقاموا به وطلبوا من الناس أن يفسحوا لهم الطريق من اجل نقله إلى المستشفى وذهب عدة أشخاص من الواقفين لإيقاف اى سيارة  لنقله فوقفوا في عرض الطريق وسدوا الشارع أمام السيارات فاصطفت كلها وراء بعض كأنها جيش على وشك التحرك وكل راكب بداخل السيارة يسب ويلعن ويقول في غيظ وضيق إيه العطلة دي؟ إيه اليوم الأسود دة؟ وكل سائق يضع يده على الكلاكس ولا يرفعه عنه كان الكلاكس هو صوته المعبر عن الرفض والاحتجاج والضيق وكان لسان حاله يقول ماليناش دعوة دعونا نمر فلدينا من الأعمال والمصالح الكثير فذهب بعض الأشخاص إلى أول سيارة وأوقفوها وطلبوا من سائقها أن يوافق على نقله إلى المستشفى فنظر الرجل إليهم بغضب وضيق وهو يقول في عصبية وأنا ما ذنبي حتى أتحمل هذه المسئولية؟ فقالوا له موضحين لا مسئولية عليك فنحن شاهدون على إنها حادثة وليس لك ذنب فيها فقال باستعجال وهو يضغط على الكلاكس بعصبية وأنا مالي ثم أدار الفرامل بقوة فاندفعت السيارة بسرعة شديدة كادت أن تأخذ بالسائرين في طريقها وأوقفوا سيارة أخرى وقالوا  لسائقها نفس الكلام السابق فقال في خوف وتردد لا يا عم وأنا مالي أنا رجل في حالي ماتودونيش في داهية ومصيبة وحاولوا أكثر من مرة تفيهمه أن لا مسئولية عليك ولكن الرجل قد أصم أذنيه وقفل عينيه وفعل مثل لأخر فأوقفوا سيارة ثالثة وكانت أوتوبيس وقالوا له نفس الكلام السابق فرد عليهم في لامبالاة وسلبية شديدة دي مسئولية خطيرة  دي جناية وأنا رجل غليان وصاحب عيال عايز أربيها   موظف حكومي ما استحملش البهدلة والمرمطة في الأقسام والمحاضر وسين وجيم وهرب هو الأخر فأوقفوا سيارة تاكسي وقالوا له نفس الكلام المعاد فقال في نغمة يغلب عليها التوسل وطلب الرحمة كأنه هذه سوف يحكم عليه بالإعدام ويطلب تخفيف الحكم أنا رجل غلبان وصاحب عيال وفقير وهذا الرجل مسئولية خطيرة أرجوكم اعفونى منها وهرب وأوقفوا  كذا سيارة وكل صاحب سيارة يرى الرجل المصاب يهرب دمه ويفر بجله لأنه يتذكر التهمة التي قد تلبسه فينتفض في مكانه كمن لدغه عقرب حتى سيارة الدورية الراكبة والتي استبشروا بها خيرا وطلبوا من الضابط الذهاب بهذا المصاب إلى المستشفى فنظر إليهم في استحقار وازدراء وقال لهم في ضيق هذه سيارة الحكومة ووظيفتها حماية الأمن والناس وليس من اختصاصها نقل المصابين وأنا ضابط شرطة ووظيفتي أن اقبض على المجرمين وأحافظ على الأمن وأرواح الناس وأموالهم ولست دكتور ولا هذه سيارة إسعاف اتصلوا بالإسعاف  فقلوا له في توسل واستعطاف ورجاء فعلنا ذلك ولكن سيادتك عارف سيارة الإسعاف ومواعيدها دي لشرطة في خدمة الشعب وهذا الرجل على وشك الموت فاعتبره من صميم عملك وجزاءك عند الله فقال في غضب وضيق كان هذا الفعل سوف ينزع منه رتبته انتم أغبياء قلتم لكم هذا ليس من اختصاصي ولكني سوف استعجل الإسعاف وفعل هذا ثم رحل ومر الوقت ويأس الناس حتى أوشكوا أن يحملوه ويسيروا به إلى المستشفى مادام الكل رافض أن يساعده والكل يهرب كأنه يوم القيامة يوم يفر المرء من أبيه وأمه وأخيه وصاحبته وبنيه لكل امرى منهم يومئذ شان يغنيه ولكن صوت الإسعاف قطع يأسهم بسكين حاد بعد طول انتظار طويلة وأشاع في نفوسهم البهجة مرة أخرى وأضاء الأمل في قلوبهم واستطاعت سيارة الإسعاف أن تصل إليهم بصعوبة شديدة من السيارات التي تقف ولا تفعل شيئا والناس الذين يشاهدوا كل ما يجرى ويكتفوا بمصمصة الشفاه ونزل  الدكتور ومعه اثنين من التمورجية ومعهم نقالة متهالكة وذهب الدكتور إليه وفحصه وقال لهم في نظرات جامدة ثابتة أشبه بنظرات تمثال ومشاعر جافة لا اثر فيها لحزن أو حتى افتعال بالحزن أو أدنى إحساس يجب لقد مات الرجل وشبع موت من يدرى كان  بالمسئولية إسعافه أما الآن.........

وهم بالانصراف هو والتمرجية فسألته الناس في حيرة ممزوجة بالأسى ألن تأخذه معك؟ فقال نافيا ذلك قطعا لا......

بالطبع لا ولماذا أخذه معي؟ فلقد مات وانتهى دوري عند هذا الحد وقالوا له  والحسرة في كلامهم والدموع في عيونهم لتدفنوه أمال  تتركوه جثة هكذا حتى يتعفن؟ فقال مؤكدا طبعا فهذه مسئولية كبيرة  من الممكن أن نلبس فيها قضية إهمال  يجب أن يراه  البوليس والطب الشرعي أولا ثم ياتى بعد ذلك دورنا ولكن ممكن أن نفعل هذا لو دفعتم مكافأة بسيطة لنا وعندما حاول الناس عبثا أن يفهموه أن هذا هو عمله ولكن دون جدوى فرحلت سيارة الإسعاف بلا رجعة ولم يجد الناس حل أمامهم سوى تغطية الجثة بقطع من القماش وورق لجرائد وقد جفت دمائه وصارت هي والإسفلت شي واحد وكان الجميع يشعر بالحزن والأسى على القتيل وقد جفت الدموع في أعينهم والحسرة طلت على ملامح وجوههم وهم يسبوا ويلعنوا ويضربوا كف بكف على إهمال البوليس والإسعاف وسلبية أصحاب السيارات وبعدتغطية الجثة سار كل شخص في طريقه تشغله همومه ومشاكله عن مصير هذا المسكين وأسرته الذي ضاع بسبب سلبيتهم وإهمالهم وقى ذلك الوقت كانت أرجل الناس وأحذيتهم الثقيلة وإطارات سياراتهم تدوس على عروسة فاطمة بمنتهى القسوة وتكسرها قطعة........

قطعة وتمزقها وتذروها الرياح كما ذرت أسرة فقيرة نتيجة أنانية وسلبية الاخرين

تمت