أين المفر؟
أين المفر؟!
نورا سعد الله حديفه
الحب، الحلم، اللاوعي أصبح مواضيع شباب هذه الأيام.. لم يعد للفكر مكان ، لم يعد للعقل مجال. كل شيء اختلط بدوامة الزمن حتى أصبحت الوطنية موسيمية تأتي تروح، وأضحت القومية ثوباً بالٍ لا يرتديه إلا بعض الضائعين وسط تيار اللامبالاة.
أين هو ذاك الشباب الذي رفض المساومة مع انكليزي أو فرنسي أو ايطالي؟؟
أين هو الشباب الذي غلت مراجله فاستشاط غضباً عندما أغتصبت أرضه؟؟
هل انقرض؟ أم رحل ؟ أو ربما أكل الدهر عليه وشرب؟؟
كل شيء أصبح فاقد الطعم واللون، أفتح المذياع لأسمع رياح السطحية والتفاهة تعصف بأغلبية ما يذاع..
أدير التلفاز لأرى المحطات تغرق في مستنقعات التقليد الأعمى، وتساهم في شنق الفكر وسرق الزمن، وقطع رأس الإدراك على مقصلة التفاهة والتجارة.. نعم التجارة ! أصبحنا نتاجر بكل شيء، وبأي شيء.
وإن كنت تسأل يا أخي عن شبابنا العربي فستراه في سوق البهيم يباع ويشترى بفلس أو أكثر بقليل.
ولاعجب من ذلك، فإن كنت لا تصدقني فتعال معي في رحلة داخل عقول هؤلاء الشباب، وما تراك ستجد؟!
مغنياً وسيماً يقفز ويرقص كمن أصابه المس، أو ربما إحدى الكاسيات العاريات العائدات من عمليات التغيير.. أو ربما لا تجد شيئاً سوى الظلام.. وحده الظلام يكتسح عقولهم ليفسح المجال لعناكب الغرب أن تعشش، ولفئران اليهود أن تقرض..
كل ذلك وما من مستغيث! وما من ثائر يحاول أن ينير..
واأسفاه... واعرباه...واإسلاماه... لمـــــاذا؟
لماذا يبكي الإسلام العرب؟؟
لماذا نسينا الله والوطن؟؟
لماذا نقبل أيدي قاتلينا ونستجدي حقوقنا ممن أغتصبها؟؟
لماذا.. ولماذا؟؟ أسئلة لا تنتهي، و لكن لا بد لها أن تنتهي، مــتى؟!
عندما تأتي المعجزة فتفتح عيون الشباب العربي على الذل والخنوع الذي يقبع على صدر وطننا العربي، عندما تقع الكارثة فتزلزل ضمائرهم فيعودون ل( الله) ويعودون للوطن..
عندما تتشابه الوجوه.. وتختلط العقول.. وتنبح الكلاب.. وينعق الغراب... وعندما ..وعندما .. كلام غير مفهوم، وهل هناك شيء مفهوم هذه الأيام؟ كل يتكلم .. ولا أحد يسمع..
قد دخلنا الدوامة وانتهى الأمر، أين المفر العدو أمامكم.. العدو ورائكم.. والعدو بينكم ..أيـن المـفر؟؟