رجل اسمه حسني

رجل اسمه حسني

بقلم : محمد الحسناوي

أن تطلب الموت كرهاً بالحياة أو هرباً منها ذلك أمر مفهوم، وإن كان غير مقبول. الحياة أغلى ما يدافع الإنسان عنه، ويحرص عليه. هي حاجة أساسية للمخلوقات من نبات وحيوان وإنسان. إن الحاجات الأخرى تتفرع عنها، هي في الأصل متعة لذيذة، تشتق منها لذائد لا حصر لها. من هنا كانت أقسى العقوبات في الشرائع تنزل بقاتل النفس، نفس الآخرين، أو نفس القاتل.

أن تطلب الموت كرهاً بالحياة أو هرباً منها أمر مفهوم، وإن كان مرفوضاً، لكنما أن تطلب الموت، حباً بالحياة فذلك أمر غير مفهوم للوهلة الأولى. بمعنى آخر أن تطلب الموت، لا زهداً بالحياة ولا كرهاً لها، ولكن في سبيل الحصول على حياة أخرى، حياة النعيم والخلود في الجنة، أو حياة السعادة والكرامة لغيرك من الناس في الحياة الدنيا. إنه طلب مشروع، إنه قيمة عليا. فيها الشجاعة والتضحية والبطولة بعينها.

الانتحار والشهادة لا يقدم عليهما إلاّ قليل من الناس، لصعوبة التخلي عن الحياة، تلك الصعوبة التي تمثل صمَّام الأمان لاستمرار الحياة على الأرض، لكن شتان ما بين الانتحار والاستشهاد. في الظاهر فعل واحد، وفي الحقيقة معنيان مختلفان، بل نقيضان. الشهيد يستقبل بالترحاب في الجنات، والمنتحر يقذف به في سواء الجحيم. أليس ذلك مدعاة للتأمل العميق؟

إن هذه الأفكار تخطر في بال كل إنسان. كما خطرت في باب المدرس حامد. إنها تخطر له للمرة الألف بعد أن بلغ الأربعين من عمره، وبمناسبة حكم الإعدام الذي صدر ونُفِّذَ بأحد أصدقائه حسني.

المفارقة الضخمة التي اكتشفها حامد ذلك البعد غير المنظور - وهو شاسع - بين (الاعتقاد) وبين (تمثُّل الاعتقاد) بموقف أو سلوك.

»الموت في سبيل اللّه أسمى أمانينا«: شعار حفظه حامد، وردَّده في شبابه وطوال حياته صادقاً مخلصاً. لكن حين دخل السجن، أو حين وقف تحت جدار الكعبة يدعو ربه.. تردد قليلاً في طلب الشهادة.

هـا هـو الآن يتخيل الباحـة الداخليـة لسجـن القلعـة فـي دمشق. نُصِبتْ فيهـا المشانق. يتقدم نحو إحداهــا شاب فـي الثلاثين مـن عمـره. متوسـط الطـول، منتصـب القامة، أبيض البشرة، أسود الشعـر، يشرق وجهـه بابتسامــة وادعــة، وتنتقــل رجلاه بخطى ثابتة، وتحلم عيناه بنظرات بعيدة الغور: (اللّه أكبر، اللّه أكبر. الآن نلقى الأحبة).

-2-

يمدُّ حامد يداً شاحبة إلى الأوراق التي تروي محاكمة الشاب حسني: محكمة عسكرية. قاضٍ عسكري ضئيل الجسم، زائغ النظرات. نائب عام عسكري طويل الجسم، شاحب الوجه، أصابعه أشبه بمخالب. وجوه مطموسة بلا ملامح. لباسهم مدني، وحركاتهم عسكرية. محامون مرتبكون، مقيدون بالأحكام العرفية. لم يسمح لهم بمقابلة المتهمين. أنفاسهم لاهثة. حذفت مقدمات الدفاع. حيل بينهم وبين التعرض للأوضاع العامة التي أفرزت أشكالاً من المعارضة المسلحة.

القاضي (مخاطباً حسني بصوت متكسر): لماذا حملتم السلاح؟ ألا يوجد حزب ومجلس شعب للتعبير عن آرائكم من خلاله؟

حسني (مبتسماً من وراء القضبان السود): الحزب هيكل فارغ، ومجلس الشعب مزور. والسلاح هو اللغة التي تفهم بها الحكومة. وقد أثبتت الأيام ذلك.

القاضي: (مائلاً على منضدته إلى الأمام متشجعاً): سوف نقضي عليكم. سوف نستأصلكم.

حسني (مبتسماً أيضاً. صوته يكتسب رخامة خاصة): هذا بيد اللّه ليس بيدكم. بل سوف ننتصر عليكم بإذن اللّه (أجفل القاضي). والشعب معنا ضدكم.

القاضي (مفتعلاً السخرية): لماذا لا تقاتلون إسرائيل؟

حسني (باعتداد): قاتلنا إسرائيل عام 1967م مع المقاومة الفلسطينية، وسوف نستأنف قتالها بعد أن نطهر بلادنا.

القاضي: ألست نادماً على ما فعلت؟

حسني: أبداً. أنا لست نادماً.

كيف استطاع حسني أن يعبر المسافة بين (الاعتقاد) و(التنفيذ)؟ من السهل على المرء أن يجاهر باعتقاده وهو حر طليق. أن يجاهر به في أغوار الصحراء والغابات، وعلى قمم الجبال، أو وهو يحمل سلاحه في الميدان. أمّا حين يؤسر، حين يعرض على محكمة ظالمة، حين يقترب من حافة الموت.. فالأمر مختلف. مختلف جداً.

- سوف نقضي عليكم.

- هذا بيد اللّه ليس بيدكم.

إيمان راسخ بالقضاء والقدر.

- سوف نستأصلكم.

- بل سوف ننتصر عليكم بإذن اللّه.

توكُّل على اللّه، وتفاؤل بنصره. يضيف كلاماً يغيظ القاضي ومن وراء القاضي:

- الشعب معنا ضدكم.

ربما يكون القاضي ضعيف الإيمان باللّه. ولعله من الذين يخافون الناس أكثر من خوفهم من اللّه تعالى: (الشعب معنا ضدكم) هذه العبارة سوف يحملها القاضي والزبانية الصغار والكبار معهم حيثما ذهبوا: (الشعب معنا ضدكم) سوف يرددونها بينهم وبين أنفسهم في الأحلام وفي اليقظة. سوف يمشون وهم يتلفتون: »هل يتبعنا أحد؟ هل يتربص بها أحد«؟ سوف يغلقون الأبواب على أنفسهم، وسوف يحكمون الإغلاق، وسوف يستعينون بالحراس. سوف تقرع أسماعهم وقلوبهم كلمة حسني، لا لأنها حقيقة وحسب! بل لأنها جريئة، يقولها رجل مقدم على الموت غير مبال. رجل تحفر كلماته حروفها في الصخر، وفي الحديد، وفي الخشب، وفي كل ما تصادفه: (الشعب معنا ضدكم).

-3-

في عصر يوم من أيام الشتاء زار الشاب حسني أستاذه حامداً. أحس حامد بأن مجرى الحديث أخذ منحى خطيراً: (الحيطان لها أذان). رغب أن يتحاورا في الشارع العام حول الملعب البلدي. كانت السماء قد أفرغت مياه قِرَبها، وسالت الجداول الموحلة في أطراف الشوارع المحفرة، وأخاديد الأرصفة القذرة. على صوت الخرير وهدير السيارات استقبل حامد ذبذبات التعاليم التي بثها الشيخ حسان عبر ثلة من الشباب، كان حسني واحداً منهم. حسان طويل القامة، قوي البنية، ذو لحية خفيفة، وعينين صقريتين نفاذتين، وقبضة معروقة، لكنها تستجمع العزم والكرم، أمّا عقله ففيض من النظرات الثاقبة، بل هي سوط من نار رحمانية، تريد أن تحرق الزيف والباطل والجبن في الأرض كلها دفعة واحدة.

إن حامداً لا ينسى إعراض حسان عنه بعد القصيدة التي ألقاها حامد في رثاء مصلح اجتماعي كبير، لا لشيء إلاّ لأنَّ حامداً أظهر فيها الضعف والتفجع حين قال:

أَرَحَلْــتَ حقــّاً يــا أَبــاحَســـَّان مـن غير مـا نَبَـــأٍ ولا إعــلانِ

أنَا لا أُصَدِّقُ، لا أُطِيقُ وَلست أسمعُ رَنَّةَ النَّاعينَ في الآذانِ

في ذلك اللقاء الشتوي دعا الشاب حسني أستاذه حامداً للانضمام إلى تنظيمه المسلح، بعد أن سدت سبل الإصلاح الأخرى. حامد لا يرفض اللجوء إلى القوة. القوة المنظمة، القوة التي تستند إلى حزب شعبي، وإلى برنامج جماهيري واضح يتبنى قضايا الشعب، وإلى خطة عامة، تبدأ بالإعداد الشامل المتدرج، وتنتهي بالتنفيذ المحكم، عبر تطوير القوى، وتقدير الظروف باستمرار.

قال حامد: إن حمل السلاح قبل الأوان وعلى أيدي مجموعة قليلة عمل فوضوي. لا بُدَّ من.. قال حسني: كل الشروط والمواصفات التي تحدثت عنها محسوب حسابها.

حامد يعرف في حسني الصدق، كما يعرف أيضاً طبيعة الشيخ حسان والشباب المتحمسين من حوله. لذلك كان حامد متشككاً بتطمينات حسني،لأن الصدق وحده لا يكفي.

-4-

في الصيف خرج حامد مع حسني إلى الريف لمتابعة الحديث، وللتدرب على السلاح. حسني يعرف أن حامداً لم يقتنع بالفكرة بعد. وحامد يريد أن يشعر حسني بأنه ليس ضد الفكرة أصلاً، لكنه يمحص ويصحح.

عند الظهيرة وبين أشجار الزيتون البعيدة عن الطريق العام نصب حسني حجراً بحجم الكلب على الأرض الترابية الحمراء. جعلها هدفاً للرمي، ثم أخرج مسدسه، وأخذ يرمي، ويلقي درساً في التسديد: مسك المسدس باليمين. تثبيت القدمين في الأرض (هكذا). عدم الاهتزاز. التسديد إلى أسفل ومنتصف الهدف. نار. ثم ملاحظة الأثر. من تطاير التراب الأغبر في حال الإخفاق. مراعاة ذلك في المرات القادمة. أصاب حسني هدفه في كل مرة.

في أثناء ذلك كان حامد مسكوناً بزخم من المشاعر والأفكار والذكريات والتنبؤات. لم تكن عملية التدريب وحدها الحافز أو المثير. إن الشمس المشرقة، والريف الجميل، والجو الهادئ، والنسمات المسكرة أسهمت في احتشاده النفسي، لدرجة أحس معها أن الزمان والمكان والأحداث مفردات أسطورية.

جمال الطبيعة في الريف أنساه قذارة الشوارع والأرصفة في مدينة حلب. الهواء الطلق والسماء الرحبة أنعشا في أعماقه حب الحرية المسلوبة، تناغم الكائنات وتناسقها أيقظ لديه الإحساس بعظمة الخالق المنعم الذي يغفل عنه الغافلون في زحمة الطعام والشراب والتفاخر والتنابز. سأل نفسه: هل يغفل حسني عن هذا الجمال حين يحمل السلاح، ويعرض نفسه للخطر ولخسارة هذه النعم؟ السؤال نفسه خطر لحامد حينما كانا يتمشيان في الشتاء: ألا يحس حسني بالبرد يلفح الوجنات، وبالماء يبلل الأحذية والألبسة؟ ألا يحس بفصل الشتاء؟ وأجاب نفسه أيضاً: لا بُدَّ أنه يحس، لكن إحساسه الشمولي جعله لا يقف عند الجزئيات، فالشتاء والصيف صفحتان من كتاب الكون، ذلك الكون الذي برأه الله تعالى جميلاً نظيفاً، فشوهه المارقون. إلى أي حد أفاد حسني من دراسة التاريخ حتى بات يرى الأيام حروفا،ً والأسابيع عبارات، والفصول صفحات في كتاب الكون؟.

(الطبيعة والتدريب في الطبيعة: عشرون عاماً مضت على تلك الأيام التي كنت أمارس فيها التدريب وسط الغابات وعلى قمم الجبال. كنت يومها طالباً في الحلقة الثانوية. كنت مزوداً بخبرة من المخيمات وبثقة من هم في سني. اقفزوا ورائي من على هذه الصخرة العالية. اخترقوا أدغال السنديان والبلوط بأجسامكم نصف العارية. آه! لقد تدحرج أحمد راجي ورائي فوق الصخر وبين الأغصان الشوكية المتشابكة. توجع بصمت. بعد أسبوع كشف في عن ظهره المكسو بطبقة حمراء متيبسة. قال: أبي وأمي اكتشفا الكشوط، فدمعت عيونهم. هل هذا تدريب يا حامد؟! غزتني يومها هجمة من الأسف. هل هذا تدريب يا حسني؟ لم أسأله هذا السؤال لأنني أعلم أنّ ذلك التدريب يؤدي إلى هذا التدريب.. إذا كنا في الماضي نتخيل العدو متربصاً بنا، فإنه اليوم أسفر وكشر وهجم وقضم. لكن هل التدريب وحده يكفي يا حسني! ما أظن).

لما جاء دور حامد في التسديد قال حسني:

- ثمن الطلقات على الرامي. هكذا التعليمات!

لم يفاجأ حامد بصراحته: (هكذا التعليمات).

حسني تكفل بأجرة السفر، وبكل تكاليف الرحلة حتى الهدايا. إنه معروف بكرمه. وبالحظوة التي يتمتع بها لدى ذويه. زوجوه مبكراً من ابنة شيخ عالم،وأهدوه مسكناً فخماً في أحد الأحياء المترفة. أتاحوا له السفر إلى فرنسة للتمكن من اللغة الفرنسية. أنفقوا عليه حتى تخرج في كلية الآداب قسم التاريخ، وأعطوه مبلغاً من المال وظَّفه شراكة في معمل للديكور. (هكذا التعليمات).

إن ثمن الطلقات زهيد. التعليمات تجعله هاماً. تجعل الرامي يقدر قيمة ما يفعل، فلا يهدر ولا يستخف.

في طريق العودة كان حامد يفكر: تلميذ يدرب أستاذه. هل في ذلك ضير؟ لم يجد في ذلك بأساً. بل وجد فرصة لتمحيص الأفكار المتضاربة في ذهنه.

ما الذي حمل هذا الشاب العاقل المثقف المحظوظ :مال. زوجة. مسكن. أولاد. صحة. طمأنينة. ما الذي حمله على التصدي للتيار على (غرز المسلة في عين الغول؟).

-5-

بلغ حامداً أن حسني رزق غلاماً سماه (سيداً). اسم جديد غير مألوف. تساءل حامد: ما الذي دعا حسني إلى اختيار هذا الاسم ومخالفته للأسماء المتداولة؟ هل هو إعجاب حسني باسم الشهيد سيد قطب، الذي أغراه بأن يتمثله حقيقة واقعة، ومنهجاً عملياً حيّاً في أحب كائن لديه هو ابنه البكر، فلذة كبده، وأورثه من بعده؟ أم بالطاقة التغييرية في كلمة »سيد« التي وردت في الحديث الشريف: (سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب. ورجل قام إلى إمام جائر فأمره فنهاه فقتله)؟ أم إعجاب حسني أن يكون الإنسان »سيد« نفسه؟ أيّاً كان فإن حسني امرؤ لـمَّـاح قوي التصميم.

-6-

بعد غروب الشمس من مساء يوم من أيام شهر نيسان توجه حامد إلى مسكن حسني. في جوار المسكن كانت العصافير والطيور قد آوت إلى رؤوس الأشجار العالية المكتظة في مقهى الحديقة العامة، وكانت أصداء الموسيقى تتردد مع موجة الأنسام الندية وعبير الأزهار وزقزقة العصافير المتدفقة. استرعى انتباه حامد المرمر الوردي الصقيل الذي صنعت منه درجات السلم، كما استرعى انتباهه النظافة الفائقة في المبنى. الجدران: مرايا. مرايا كيفما التفت. الأحجار أصبحت مرايا. توقع أن يستقبله حسني في زينته، انفتح الباب، فأطل شاب مكدود. أهمل لحيته، وحال لون بشرته، وزاغت نظراته. حدق حامد في عينيه. غارت عيناه بهموم غير مرئية وأحاسيس حزينة. شاب يحمل هموم الناس، ويوظفها نظرات مسددة نحو أهداف باستقامة.

إذا كانت درجات السلم من المرمر الإيطالي النفيس، فكيف يكون بلاط المسكن، وجدرانه وفرشه وأثاثه. لم يتجول حامد في مسكن حسني، ولكنه تذكر قصور (ألف ليلة وليلة). فأغمض عينيه، ثم تساءل: كيف يتعامل حسني مع هذه المتع؟! ألوان الشمس المنعكسة على السحب في الغروب وفي الصباح.أريج الأزهار. الستائر السندسية المسدلة. المناضد والكراسي الرشيقة من عاج ومن شلالات ماء وضياء. حتى الكتب مجلدة ومرتبة ألواناً وأحجاماً، تناديك من وراء الزجاج، لتتناولها برؤوس أصابعك. بودِّي لو أحبس في هذا البيت مع هذه الكتب بقية عمري.

في مثل ذلك الوقت، وبعد سنوات، زار حامد بيته خلسة فتناول العشاء مع أسرته وطفله الصغير في حضنه. بعد العشاء قبَّل الطفل، وودَّع ولديه قائلاً: سوف أغيب عنكم فترة من الزمن، وآمل أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي أغيب فيها، ونستريح بعدها، وتستريح بلادنا.

ربما كان حسني قد فعل مثل حامد في تلك اللحظات، وربما كان يحلم باستراحة طويلة في ريف حلب أو في جنة الفردوس، يحلم بسعادة تغمر الناس جميعاً، بربيع حقيقي يغسل الأرض والسماء بالشذى والضياء.

إن حسني الآن في جنة الفردوس. لكن بلاده لم يزرها الربيع حتى الآن. كان ربيعاً دامياً صبغ كل شيء بالأرجوان، وكان صيفاً أشد دموية وعنفاً، وتعاقبت الفصول، وتتابع الشهداء والظمأ لم ينطفئ في الأفواه وفي أخاديد الأرض.

حين نطق المذيع بتنفيذ حكم الإعدام بالشاب حسني أحسّ حامد بأن حب الموت لديه الآن أعظم من أي وقت. لقد أحس بمثل هذا الإحساس حين بلغه خبر اعتقال الشيخ حسان، وتخضب جلبابه الأبيض بالدماء الحمر.

هل كان من الضروري أن يستشهد حسني وحسان ومئات المجاهدين حتى يستطيع حامد أن يقطع المسافة بين (الاعتقاد) وبين (التنفيذ)؟! تلك هي مزية رجل اسمه حسني.