حين يغدو الواحد ثلاثة
حين يغدو الواحد ثلاثة
بقلم: محمد الحسناوي
كثيراً ما يتخذ الإنسان قراراً قبل أن يدرسه دراسة مستوفية، ولو بلغ الثلاثين من العمــر. ذلك مــا حصل للمدرس حامد عبـد الواحــد في مطلع شهــر آذار من عام 1967. لم يكن القرار الذي أقلق باله هو خوض معركة أو عقد صفقــة ضخمــة. الأمــر ومــا فيه هو موافقته على إعطاء دروس خصوصية. إن أمنية المدرس الشاب، الذي تحدّد دخله الشهري، شأن الموظفين، أن يفيد من الدروس الخصوصية في تأثيث بيته، وجمع بعض المال لأيامه السود. وهـو قبل أن يوافق على هذا الطلب كان منهمكاً في سلسلة من الدروس الخصوصية لطلاب وطالبات من مختلف المستويات والأعمار، فما الذي عكر البئر الرائقة في أعماقه! الدروس الجديــدة لطالبتين فــي الصف الحـادي عشر. تدريس الطالبات عــادةً أخف وألطـف، لكن الإشكــال أن الوسيط هو طالـب مجهول. قبل إعطــاء الموافقـة لــم يكــن الطالب مجهولاً لديه. فهو أحد طلابــه فـي مدرسة أهليـة. لم يحفـظ حامــد اسمه. لم يعرفــه قبل ذلك العـام الدراسـي ولا تفوق بجهده العلمي أو تخلفه العقلي. بل كأنه نبع من المجهول، حين تقدم بلطف من المدرس في إحدى الفرص، وعرض عليه رغبة طالبتين في تلقي دروس خصوصية. الطالبتان أيضاً غير معروفتين. كيف يغدو الأمر مأموناً؟
التفكير الأمني لم يكن من شأن المدرسين آنذاك. كما أنه لم يكن مما يحسب المدرس حامد حسابه من قبل. المنعطف الجديد هو أن حامداً تورّط أو ورّط نفسه بمواجهة سياسية غير محمودة العواقب. السياسة في نصف الكرة الأرضية الشرقي والجنوبي غير ما هو في نصفها الغربي أو الشمالي. إنها ترادف النار. ومن ذا الذي يلعب بالنار ولا يحترق إلاّ مشعوذة الهنود؟.
قبل أيام دُعي رجالُ التربية والتعليم في مدينة حلب إلى لقاء عام، حيث تكلم فيه أحد السياسيين، في التعقيب عليه كان حامد أحد المناقشين الأشداء. أحرج المتكلم. عرّض بأحد الأحزاب، منطلقاً من (قضية فلسطين التي لا يحررها إلاّ أصحاب القضية بأنفسهم وبقرارهم المستقل). مثل هذا الكلام صادف قبولاً لدى جمهور المحتشدين، لكنه لم يلق القبول نفسه لدى جهات أخرى. اضطر حامد بعد تلك الموافقة إلى الحذر والاحتياط من كل ما يحيط به من أحداث وعلاقات.
يتقدم شاب في التاسعة عشرة من عمره في باحة (الثانوية العلمية) من مُدَرِّسِهِ حامد. يسأله:
- هل تتكرم بإعطاء دروس خصوصية. أستاذ؟
تطلع المدرس إليه: شاب ربع القامة. يميل إلى القصر. بنيته الجسمية متينة. شعره خرنوبي. عيناه عسليتان واسعتان وادعتان. ملامحه وسيمة مألوفة. ابتسامته هادئة. عباراته لطيفة مهذبة. ليس في الأمر ما يريب على وجه الإطــلاق. يوم ربيعي مشمس. نسيم عليل. الطلاب يغــدون ويروحون في مرح. البرنامج اليومي للمدرس سائر على ما يرام. الإيام تمرّ. بعــض القروش تتجمع ببطء بشيء من المشقة في أحد جيوبه. سمعــة المدرس العلميـة والخلقيّـة وهي ثروته التي تؤهلــه للتمكن من هــذه الحرفـة، ومـن تحصيل ثروة متواضعة مــا تزال في ضمير الغيب. أن تعطـي دروساً للطالبات في بيوتهن ليس ميسوراً لكل مدرس. البنات غاليات عند أهلهن. إنهم يحرصون على التدقيق في الاختيار العلمي والخلقي. المدرس مثل الطبيب يدخل البيوت المغلقة ويطلع فيما يطلع على أسرار البيوت.
- نعم. لا بأس. قال المدرس حامد.
- الدروس لطالبتين في الحادي عشر.
- حسن. قــال المـدرس. مؤكـــداً قبول الـعــرض والفرصــة المتاحــة.
تذكر المجموعات النسوية التي درّسها وما يزال يدرسها بارتياح. تدريس البنات أسهل. حدّث نفسه.
- أي يوم يناسبكم للدرس الأول؟ أنا أدلكم. أذهب معكم إلى المكان.
- ليسوا من أهلك؟ استفسار فيه يقظة. انفتح باب صغير للحذر في نفس حامد، لم يكن في العادة أن يفتح.
- إنهم من معارفنا. ابتسم الطالب. لم يتبسم حامد. حاول ألاّ تتقلص غضون جبينه، أو أن تتغير ملامح وجهه. نجح في المحاولة.
أخيراً اتفقا على مكان اللقاء وزمانه للانطلاق إلى حي (سوق الأحد).
* * * *
في طريق العودة إلى البيت تذكر حامد الوعد الذي أعطاه للطالب، كما تذكر القاعدة التي ألزم بها نفسه: دراسة كل مستجد في حياته خشية أن يؤخذ من حيث لا يدري. الكلمات، الحركات، العلاقات، السهرات، النزهات، كلها يجب أن تدرس، تمحّص، مع من؟ في أي مكان؟ في أي ساعة من ساعات الليل أو النهار؟ بمعنى أن يحسبها حساباً أمنياً. من يدري؟ فقد يتصرف الحاقدون تصرفاً انتقامياً في غفلة منه. ظهور هذه القاعدة في ملكوت حامد ارتبط بتغير طعم الحياة لديه؟ مرّاً أصبح طعم الحياة. للدقة أصبح يغصّ في لحظات الهناءة. أحياناً تقف يده قبل أن تدخل لقمة الطعام فمه. جرعة الشراب يشرق بها. كبح سيارة مفاجئة بجواره يستفز أعصابه أقصى استفزاز. السكاكين عند القصاب أخذت تتكلم لغة لم يكن يعرفها. الأنكى من ذلك أخفى هذه المشاعر عن أقرب المقربين إليه. ما ذنب زوجته الشابة حتى يغرقها في بحرانه؟ ماذا يقول الأصدقاء في شجاعته إذا أطلعهم على هواجسه؟
ولا تَشكَّ إلى خَلْقٍ فتُشْمِتَه شكوى الضعيفِ إلى الغِربان والرَخَمِ
بعد تردّد استهلك ثلاثة أيام بلياليها ترجّح للمدرس أن يمضي في المغامرة، أي أن ينفذ وعده الذي أبرمه مع الطالب. عصر يوم الخميس التقيا في منطلق الحافلات المركزي. تصافحا. ابتسما. قال الطالب:
- من هنا. أستاذ.
- إذن سمنضي سيراً على الأقدام. حدّث المدرس نفسه.
ما المانع من ركوب إحدى الحافلات؟ هذا نذير سوء. لا. ليس في الأمر ما يريب. الطالب يرغب بإطالة الوقت للاستمتاع بصحبة أستاذه. لعل نقوده ضئيلة، يرغب بالتوفير. الحافلة في رأيه لا تليق بنقل مدرس. سيارة (التكسي) تكلف مبلغاً ينوء به طالب. حسن سوف نرى.
- البيت في سوق الأحد. أستاذ.
- لا بأس. أجاب.ولنفسه قال: مسافة طويلة يا أبا مجاهد.
في كل خطوة كان المدرس يغوص في المجهول أكثر. من باب الحيطة ذكر لزوجته قبل فراقها - هل هناك فراق - أنه ذاهب لإعطاء درس لطالبتين جديدتين عن طريق طالب اسمه.. لم يذكر اسمه كاملاً. ذكر كنيته. من باب الحيطة أيضاً اصطحب سكيناً معه. تلمّس السكين وجدها تنام باطمئنان في جيب سترته الأيمن. ملأت راحة كفه. ليست كبيرة وليست حادة. سكين على كل حال. الرمد خير من العمى. لن أحتاج إلى شيء من هذا بالتأكيد. لكن الحيطة ضرورية. أين يتوقع الاعتداء عليَّ؟ في الشارع؟ مستبعد. لو كان الأمر كذلك لما احتاجوا إلى وسيط. في البيت المقصود إذاً؟ هراء. أوهام. الطالب معروف. العدوان منكشف. ربما يكون الطالب نفسه مورّطاً. لا. هذا عين المبالغة. ربما لا يكون قتل. لطمة هنا صفعة هنا. ركلة، رفسة هناك وهنا. إغماء. سطل ماء. قم. انقلع. بيب. بـ.. ـيـ.. ـــب . ش. ش. ش. طب. سيارة تتوقف فجأة في ضجة. غبار كثيف خانق. (عفواً) قال حامد. كان قد خرج عن الرصيف المزدحم قليلاً. كادت السيارة المسرعة تدهسه. يا لطيف. يا حفيظ. نجونا منها والحمد لله، سننجو من كل مكروه. عاد الشريط: لطمة هنا صفعة هنا. ركلة رفسة هناك وهنا. أغماء. سطل ماء. قم. انقلع. إذا كان الأمر هكذا فهو غير خطير. لكنني لن أغيّر، ولن أتغيّر. هل كان من الضروري أن أنفرد أنا وحدي، وأعلن رأيي؟ لم يكن رأيي وحدي. كان رأي الناس الحاضرين كلهم. لماذا لم يتكلموا؟ خافوا! هل أنا شجاع؟ هذه الشجاعة لا تعجبني. تفضل تصرف يا أستاذ حامد. أرني شجاعتك. بالتأكيد لن يكون هناك قتل. ولماذا لا يكون؟ ألم يقتل الشاعر هاشم الرفاعي في غرفة مغلقة في أحد النوادي؟ وعلى أيدي الأعداء أنفسهم؟ إنها طريقتهم. مات شهيداً. فلأستعد. تلمَّس السكين. باسم اللّه. التفكير بالمحذور على هذه الصورة يزيد الأمر هولاً فلنفكر بطريقة أخرى. لماذا أخاف من شيء احتمالي الوقوع، ليست هناك قرائن حقيقية. مؤشرات ملموسة. كل ما في الأمر طالب يدعوني إلى درس خاص! جهالة الطالب غير كاملة. التحقيق يمكن أن يكشف اسمه وعنوانه وكل شيء، فلم الخوف؟ ماذا ينفعني التحقيق إذا وقع المحذور؟ هل توقع الخطر كافٍ للخوف منه؟ توتر في الأعصاب. ارتفاع ضغط الدم. تهافت نبضات القلب. نثيث العرق على البشرة. أم الإحساس الشفاف بما سيحدث فعلاً من عدوان هو سبب الخوف؟ عيب يا رجل. أنت في رابعة النهار. في صحبة أحد طلابك الذين يحبونك. طيب. أنا أتنازل عن هذه المحبة. هل كل مدرس يدعى إلى درس خاص؟ أحسّ حامد فجأة إحساساً طاغياً بأنه يسير ليلاً معصوب العينين بصحبة أربعة رجال مسلحين، اختطفوه من بيته بعد منتصف الليل. تحققوا من شخصه بالمطابقة مع صورة شخصية له يحملونها معهم. أركبوه سيارة (لاندركروزر) لونها لون التراب يسيرون به المسار الذي يسير به الآن. الذاهبون الآن إلى الدرس الخاص ليس حامداً والطالب، إنما حامد آخر وأربعة آخرون مسلحون. الموكب الآن سبعة أشخاص. حامد المدرس وحامد المعصوب العينين وخمسة آخرون أعداء. من قال: إن الخيال أقلَّ تأثيراً من الواقع؟ حامد الآن مسكون حتى الامتلاء بعالم آخر. يمشي بفعل العطالة كالنائم. أحذيتهم ثقيلة تضرب الأرض. أيديهم المتشنجة على زناد أسلحتهم النارية. سحناتهم متجهمة في ضوء القمر الشحيح.
- وصلنا. أستاذ. تفضل.
دخل المدرس حامد أولاً يده على جيبه الأيمن. بناء حجري صقيل غير مترف. الطابق الأول. استقبله في الردهة ثلاث فتيات شوابّ وامرأة كهلة شعثاء الشعر قليلاً. فتاة شقراء، وأخريان سمراوان. أختان، إحداهما أكبر من الأخرى. وجه الأم غير غريب عليه. مرت سحابة خاطفة في مخيلته، لم تمطر شيئاً كثيراً. تفحص سريعاً وجوهاً في ذاكرته. لم يكتشف المراد. أبعد يده عن جيبه الأيمن جلس.
- أهلاً. أستاذ. تفضل. استرح. قالت الأم.
- أنصرف أنـا. أستاذن. قـال الطالـب الوسيـط. السلام عليكـم.
* * * *
الدرس الثاني كان دوره في بيت الطالبة الشقراء "هند". اكتشف حامد أن أباها هو المحامي الذي رافع في قضية كيدية ضد بيت حميه، أثارها عديله الصهـر الأول، مما اضطر الشقيقات (زوجة حامد وأختها) للنزول إلى ساحات المحاكم، وهو أمر صعب على النساء. حتى كسبن القضية تجاهل حامد المشكلة نزولاً على تقاليد الحرفة. باب رزق. يلقي دروساً فعلية. يقبض أجراً حلالاً. الذي لم يستطع تجاهله، هو ما ورثته الطالبة من أبيها (الشيطنة). لسانها ذرب مع إحكام. نظراتها متقلبة بعناية. ناعسة. حيناً. هجومية أحياناً. كل هدب له لحنه الخاص. وقلما تعزف السيمفونية في وقت واحد. أخوها الفتى حضر الدرس. ابن عمها أيضاً. كل منهما جلس في زاوية متقابلين. شرطيان في ثياب مدنية. يتغامزان. تقاذفا تفاحة كبيرة. ما العمل؟ قل للصبر ألاّ ينفد يا مدرس!.
في درس آخر عاد الدور إلى بيت »مخُّول«. لم تكن »أم مخُّول«. ذات الشعر الأشعث موجودة. ابنتها الخياطة استقبلت حامداً في الردهة. حدّثته ريثما تحضر أختها الطالبة بحديث صريح. هي وأهلها - قالت - يعرفون الأستاذ حامداً من قبل. أبوهـا كـــان موظفاً في مدينته ، أيام كــان حامد ينظــم الأشعار الغزلية ويكتبهــا على الجدران وجذوع الأشجـار، ويوزعها على المراهقين مـن أصدقائـه.
هذه الأخت شابة في السابعة عشرة من عمرها. سمراء. هيفاء القوام. غير طويلة. لباسها منزلي عادي. حاسرة الرأس. شعرها الأسود مرجّل تزينه وردة صغيرة حمراء. قميصها الأبيض صيفي، يكشف عن ذراعين ناعمين. قالت بابتسام ماكر:
- أستاذ حامد. نحـن نعرفك من »أم النوافير« أختي مريم تعرفها. زميلة »معينة« الشقراء.»معينة« كنت تحبها وتنظم فيها الشعر.
ما إن نطقت بهذه العبارات حتى استيقظت في نفس حامد ومخيلته عوالم وأكوان ظن أنها لم تعد تملكه. الطفولة. المراهقة. الأزهار. الأشعار. التحرش بالبنات.
معـين لا تجــافينـــي فكأس المر يضنيني
لم يستطع حامد أن يحـرك شفتيه. اكتفــى بالسماع. يهزّ رأسه بين حين وآخر. هجمت عليه الذكريات والظنون منطلقة من عقالها. ماذا تريد أخــت »مريم« هــذه؟ تريد التعــارف أم مــا راءه؟ ماذا وراءه؟ أنا متزوج صاحــب رسالــة تربوية مؤتمن علـى بنــات الناس. اهتماماتي ومشاغلـي علـى غير مــا تتحــدث عنه أو تومئ إليه. أليس لدى المرأة غير هــذا الحديث؟ علـى كـل حـال هــذا خير من لغة السكاكين. هل هناك علاقة، أدنى علاقة بين اللغتين؟ ما أظن!
في درسٍ تالٍ استقبلته طالبته السمراء بكامل زينتها. ما هذا؟! طالبة متزينة؟ أنا مدرس أم ماذا!؟ المفاجأة الأكبر أنها مقبلة في ثياب عروس. هالة بيضاء. هل أنا واهم؟ غلالة بيضاء شفافة. إكليل أبيض على الرأس. بياض الفل والياسمين لوناً وعبيراً. لم يكن يتخيل أن الشابة السمراء تطفح بمثل هذا الإغراء. تعوّد في تدريس البنات أن يلجم خياله. خياله ينفلت الآن من بين أصابعه. تمثال من عاج الأبنوس الأسود خطر له. تأمله يوماً ما، أعجب به وبالفنان الذي نحته أنيقاً دقيقاً خلاباً في تقاطيعه ومفاتنه. هذا التمثال الذي أمامي ليس من صنع البشر. كل خلية فيه تنبض بالحيوية. أوراد تتفتَّح وثمار تتدلى. مفاجأة أخرى. اليوم هو يوم ذهاب الطالبة إلى الكنيسة لمراسم الزواج وليس يوم درس لغة عربية. الطالبة الشقراء فعلتها!
- عفـواً. أستـاذ. هنــد: ألـم تبلغـك بالاعتـذارِ وتأجيـل الـدرس؟!
حدّث نفسه: هل هذا الالتباس مقصود؟ ما المقصود فيه؟ على كل حال هذا خير من لغة السكاكين. هل هناك علاقة، أدنى علاقة بين اللغتين؟!
بعد منتصف الليل من ليالي شهر مايس اقتيد المدرس حامد من بيته معصوب العينين، يمشي حوله ووراءه أربعة رجال مسلحين بعد أن تحققوا من شخصه بالمطابقة مع صورة شخصية له يحملونها معهم. أركبوه سيارة (لاندكروزر) لونها التراب. ساروا به المسار الذي سار فيه لإعطاء دروس خصوصية. أيديهم المتشنجة على زناد أسلحتهم النارية. سحناتهم متجهمة في ضوء القمر الشحيح. هذه المرة كان الموكب سبعة أشخاص أيضاً على الرغم من تغيب الطالب الوسيط. حامد هذه المرة أكثر من واحد. حامد يتذكر الماضي والدروس الخصوصية ويتساءل: أيهما الخيال وأيهما الواقع؟! حامد آخر يواجه الحاضر بتفاصيله القاسية الملموسة أشكالاً وحركاتٍ وكلماتِ سباب وألواناً ذئبية. وحامد ثالث ينقّب عن مستقبل بلا سكين وبلا أمل. هل هناك مستقبل؟!