عائشة

عائشة

د,مصطفى عبد الرحمن

-1-

 عائشة... طفلة جزائرية ، شقراء الشعر، بيضاء الوجه، بريئة المحيا، هادئة القسمات، ذكية الكلمات، عذبة العبارات ، كانت تقترب ببطء من ربيعها الحادي عشر، ...

عائشة ... تلك الطفلة الملائكية ، ذات البسمة الصافية ، والنظرة البريئة ، لازالت ملامحها الحزينة مرتسمة في حنايا ذاكرتي ، وصدى كلماتها يرن في فضاء سمعي ، وبسماتها الرقيقة ملئ بصري ومنطبعة في أعماق قلبي ...         

عائشة ... كيف لي أن انساها، وأنا أحمل بين جوانحي قلب طبيب، وعواطف أب ، وروح انسان...

أما قصة عائشة فمؤلمة حزينة، سأسرد أحداثها عليكم، ومعذرة ان أنكأت جراحات في قلوبكم ، أو أثرت ألاما دفينة في صدوركم ، أو أيقظت أحزانا واتراحا من ملفات نسيانكم وتجاربكم ومشاهداتكم.

 

-2-

 

في ربيع عام 1992 ، حين بدأ ربيع جزائر المليون شهيد بالذبول ، بدأ ربيع عائشة يصاب هو أيضا بالنحول ، فضعفت شهيتها ، وشحب لونها ، وضمر عودها ... وكان سبب كل ذلك (كتلة لعينة) ظهرت في أعلى ساقها اليمنى.

حملت ام عائشة المسكينة طفلتها الى أقرب مستشفى ... وهنا بدأت رحلة العذاب في حياة عائشة ، وكذلك في حياة اسرتها المسكينة... وبعد زيارات عدة، واستشارت متكررة ومتعددة ، شخص لها الأطباء (ورما سرطانيا في عظم الظنبوب من ساقها)... فانقلبت حياة الاسرة غماً وحزناً ، وخيم عليها ألماً ونكداً ... ثم تمالكت أم عائشة أعصابها، واستجمعت قواها، ومسحت دمعتها، وتجاسرت على آلامها وجراحها وسألت الطبيب : وما العمل يادكتور ؟...

أجاب الطبيب : أن لابد من الذهاب الى المستشفى الجامعي في العاصمة ، واجراء الكشوفات والتصويرات والفحوصات المكملات ، وبعدها يبت في احتمالات الشفاءات ، وينظر عندها في اسلوب العلاجات والجراحات.

الأسرة فقيرة بسيطة ... يخرج الأب من الصباح الباكر الى احد المعامل القديمة في اطراف العاصمة ، ليعود آخر النهار منهكا متعبا ، ليجلب لأولاده الستة ما يسد رمقهم ويكسي أجسامهم ويحفظ عليهم كرامتهم ... فالأب ، لايستطيع تحمل عبء الذهاب والإياب كل يوم الى المستشفى الجامعي البعيد ، فأوكل المهمة للأم المسكينة.

وراحت الام في دوامة العذاب الطويلة ... تولي وجهها كل صباح بوابة المستشفى ... وهناك ... يتزاحم كل صباح عشرات الرجال وكأنهم في يوم الحشر... والكل معرض عن مساعدتها ،  صراخ وصياح ، تدافع وتزاحم دون نتيجة وفلاح ... فالبواب لايدخل الا من عنده واسطة ، أو اسمه مسجل على سجله السميك من أيام وأيام ... والبلاد في جو مشحون ، سماؤها ملبدة ، وغيومها سوداء مكهربة ، ومصيرها مجهول ، والى قدر الله  ملقاة وموكلة ... ثم تعود المسكينة في آخر النهار ، دون أن تستطيع ادخال ابنتها المشفى ، فتطوي الآهة في صدرها ، وتصبر على اللوعة في أعماقها ، وتعتصم بالصمت والسكوت يحرق أحشاءها .

وتكررت هذه المحاولات من أم عائشة لأيام عدة دون جدوى ، وكانت آلام عائشة بدأت بالاشتداد ، حتى أن الورم اللعين بدأ هو الآخر بالتظاهر والانفعال ، فاحمر لونه وامتقع مركزه ، وبدى أشد ألما في الحركة والمشي ، وكذلك أثناء الليل.

وفجأة ... تذكرت عائشة جدها ، ذاك الذي لم تره منذ سنين ،  فهو لايعود الى البلد الا مرة كل عدة سنين ، فهو مهاجر الى ما وراء البحر ، الى فرنسا ، ومنذ حوالي أربعين عاماً...

فسألت عائشة امها : ولماذا لاأذهب الى فرنسا ، الى عند جدي ، لأتعالج هناك ، وأشفى بسرعة يا أمي؟...

ونزلت هذه الكلمات كالبرد على صدر أم عائشة، وقالت في نفسها عجيب!... لماذا لم يخطر في بالي الاتصال بأبي؟... ذلك العجوز المسكين الذي يعيش بعيداً عنا ومنذ طفولتي ، يخدم في معامل السيارات الفرنسية بعيدا عن أهله وعائلته وبلده ، وينتظر بفارغ الصبر أن يصل قريباً الى سن التقاعد كي يعود الينا...

وكان أن اتصلت أم عائشة بوالدها ، وأعلمته بمصاب عائشة وآلامها وصعوبة دخولها المشفى في العاصمة، وما لاقته من تعب وضنك في محاولات ادخالها المستشفى دون أن تفلح ، وارتبك المسكين في حاله ووضعه ، بعد أن مسح دمعتين ثقيلتين أغرورقتا في محجر عينيه، ألماً وحزناً على عائشة، تلك الطفلة الصغيرة التي تركها منذ بضع سنين في البلد وعاد الى عمله بعد اجازة صيف قصيرة ، ومازال يحلم باليوم الذي يعود فيه ويرى عائشة وقد كبرت ويلعب معها ويخرجا الى الحدائق سوياً... كيف له أن يراها اليوم مريضة عليلة سقيمة؟...

وبعد اسابيع عدة كانت عائشة قد استوفت شروط السفر الى باريس ، الى عند جدها ، وطارت وحدها ، بعدما رفضت السفارة اعطاء تأشيرة لوالدتها كي ترافقها ، فالاوضاع لم تكن على ما يرام في تلك الفترة العصيبة من سوء العلاقات السياسية بين فرنسا والجزائر.

 

-3-

 

كنت أجلس في مكتبي في ذلك الصباح من ربيع ذلك العام ، أقلب بعض الملفات استعدادا لزيارة المرضى ، حين طرقت الباب الممرضة ، تعلمني أن هناك رجلا ذو ملامح عربية لايتكلم الا القليل من الفرنسية المكسرة ، ومعه على ما يبدو طفلة مريضة... ثم أشارت اليهما فدخلا ، وما أن رآني ذلك المسكين ، حتى انفرجت اساريره ، وابتسم ابتسامة حزينة هرمة ،  أرهقتها السنون وهدتها الأيام الطوال من العمل المضني في معامل )البيجو( ، والبعد عن الاهل والعشيرة والاحباب ، وقال : السلام عليكم.

وجلس يقص علي القصة بفصولها ، وما لاقته عائشة من التعب والمشاق ، حتى وصلت اليه مساء أمس ، وها هو اليوم وقد أتى بها الى أقرب مستشفى من مكان اقامته في بناية اعدت للعمال الجزائريين في مدينة مجاورة.

نظرت في اوراق جد عائشة الصحية ، وكانت لاتسمح له ان يعالج عائشة دون تحمل القسم الاكبر من العلاج ، والعلاج في فرنسا غال الثمن وباهظ التكاليف ولايمكن بأية حال ان يستطيع هذا المسكين ان يتحمل حتى عشر التكاليف ... مالعمل ؟... الطفلة المسكينة متألمة مرهقة ، ومكسوفة حزينة لفراق امها وبلدها ، وليس لها في هذا البلد الغريب الا ذلك الجد العجوز المسكين ، وهي لاتدري ما تبعات القضية والصعوبات الادارية والنفقات المالية لما ألم بها ، ان كل ماكان يهمها أن يصار الى تخفيف آلامها وشفاء ساقها والعودة بسرعة الى حضن امها وديار اسرتها وموطن أهلها وعشيرتها...

وبعد اتصالات وتلفونات ، ومناقشات وحوارات ، وتدخلات واستفسارات ،واستعطافات وترجيات ، دامت طيلة ذلك النهار ، وجدت جمعية خيرية فرنسية ، كانت قد انشأتها سيدة فرنسية متنفذة وذات مركز سياسي مرموق ، كانت طفلتها الوحيدة قد أصيبت بداء خبيث وماتت من عقابيله واختلاطاته ، فأنشأت أمها هذه الجمعية لمساعدة الاطفال المصابين بهذه العلل والامراض ... وباختصار قبلت هذه السيدة مشكورة ان تتحمل جمعيتها كل تكاليف علاج عائشة !!!.

 

-4-

 

ودخلت عائشة المستشفى ... وراحت في رحلات جديدة من العذاب ، ودوامة اخرى من العذابات والآلام :

أولها عذاب الغربة عن الأم والأب والاخوة والأخوات ، وغربة قاسية عن البلد والوطن ، وغربة ثالثة عن اللسان والمجتمع والناس ... كانت في بداية اقامتها متوترة خائفة ، وحذرة متوجسة ، فلم تكن تعرف كلمة واحدة من اللغة الفرنسية ، وكانت تتعامل وبخجل شديد مع الفريق الطبي والتمريضي ، لكنها كانت ذكية فطنة تجاوزت ويا سبحان الله ذلك كله وبسرعة مدهشة ، ولم تمضي سوى اسابيع قليلة حتى اصبحت عائشة تتكلم الفرنسية ، وتتعامل مع من حولها وكأنها تنطق بها من سنين ، وأصبحت وبسرعة قريبة الى قلوب الجميع ...الكل أحبها واحب فيها حلاوة كلماتها وطراوة لسانها وطيب معشرها وشدة فطنتها ، والأهم من ذلك كله مسحة الأدب الجم في سلوكها وتصرفاتها وطلباتها .

وكانت وبحكم انني عربي ، كما كانت تردد دائما فهي تحبني حباً جماً ، وكانت كثيرا ما تناديني بالهاتف الى البيت تشكو لي شوقها لأمها وابيها واخواتها والبلد والصحب والعشيرة ، وكنت كثيرا ما امضي معها ساعات طوال في التلفون اهدئ من روعها واخفف من ألمها وأمسح على بعض جراحها ... ثم اذا اغلقت الهاتف استسلمت أنا بدوري الى نوبة من البكاء المر... واشركت معي زوجتي وكذلك طفلي الذي كان قد بلغ لتوه عامه الثالث ، وطفلتي التي كانت تنقصه بعام واحد ،  واللذين كانا يبكيان (تضامناً) مع الوالدين دون أن يدريا سبب هذا البكاء.

كانت عائشة تتنقل وخلال فترة اقامتها كلها بين مشفانا ومستشفى اخر في باريس متخصص في الأمراض السرطانية هو Institut de Gustave Roussy ، وحين عادت في احد الايام من هذا المركز المتخصص ، وقد قرر كبار أطباء هذا المركز أن لابد من قطع الساق الى ما فوق الركبة ، اوكل الي ان اخبرها بذلك !.. ويحي وكيف لي ان اخبرها !...

 

-5-

 

ومضت عدة أيام ... وأنا أتردد ، بل أستعد لمواجهة هذا الموقف العصيب ، وأنا أشعر بأن أحشائي تتقطع وأعصابي تتلف وتمزق وأنني سأنهار لامحالة ، ويحي ! ... وكيف لي اليوم ان اخبرها بهذا الذي تخر عنده قوة الاقوياء وصلابة الاشداء وتخور حياله صناديد الرجال ؟!... كل هذا رغم أني كنت وبحكم مسؤوليتي كطبيب قد تعرضدت حتى ذلك التاريخ الى عشرات الحالات التي هي أصعب وأعقد من حالة عائشة ، لكن عائشة كانت حالة أخرى فريدة ، تعلقت بها حتى أني كنت أشعر بها كابنتي ، وتعلقت هي بي حتى كنت بالنسبة لها الأخ والأب والطبيب ، ألا مأصعب أن يكون الإنسان طبيباً ... ألا ماأقسى أن يتعامل المرء مع المرض والمعاناة والألم والفراق ... أتعجبون بعد هذا من شدة عجبي ودهشتي أن لازال الطلاب يقبلون سراعاً على كليات الطب !!!...

وكان لابد مما ليس منه بد !... وذات صباح ، وجدتني أحمل نفسي الى غرفتها اباسطها واضحك معها واسايرها كعادتي كل يوم ، وبعد أن هيئ الي أنني استجمعت قواي وبرددت أعصابي  وغيبت عواطفي ، أعلمتها ... فبكت ، وأبكتني ، وشارك في النواح كل من حضر من الطبيبات والممرضات والمساعدات البعيدات والقريبات.

ومضت عدة أيام ، وطال الوقت حتى توافق عائشة على البتر ، فقد كان قبولها شرطاً أساسياً ولازماً كي تجرى العملية ، وقبلت عائشة ولكن بشرط واحد هو :  حضور امها التي مضى على فراقها لها أزيد من ثلاثة أشهر كاملات ... ورحنا في دوامة جديدة من طلب الفيزا لأم عائشة ، فارسلت رسالات وأبرقت هتافات ووسطت وساطات في الداخلية والخارجية ، في السفارات ومكاتب السفر وحتى المطارات ، وبعد انتظار طال أمده اعطيت الفيزا لأم عائشة ولكن بعد أن مضى أكثر من شهر.

ووصلت أم عائشة ، وكان ذلك اللقاء الفريد بين الأم المفجوعة وبنتها المكلومة ، لقاء بكت له العيون وحزنت عنده القلوب وفاضت من أجله المشاعر والشجون .

 

-6-

 

ولكن المفاجأة التي عقدت لساني وغيرت من أحوالي ، وأسالت ومن جديد من قلبي دماً ، ومن عيوني حرقاً ودمعا،ً عندما عادت عائشة ذات يوم من المركز الإختصاصي لأتلقى مكالمة من تلك الأستاذة التي كانت تتابع مرض عائشة ، لتفاجئني أن لم يعد بالإمكان عمل شيء يذكر فقد انتشر الورم الخبيث الى رئتي عائشة ، ونزل ذلك كالصاعقة علي.

وكان لابد ومن جديد أيضاً التجاسر على المصاب وتحمل التبعات والآلام ، وناديت أم عائشة الى مكتبي وذكرتها بالله وحكمه ، وبالقضاء والقدر ، وبهذه الدنيا الفانية وقصرها و بالآخرة ونعيمها ، ثم أخبرتها بما كان لابد منه ... وبكت المسكينة من جديد وأبكتني معها، وبعد طول صمت مسحت على دمعها وتمالكت كلماتها وسألتني ومالعمل الآن يا دكتور ؟ ...فأعلمتها ومن جديد وبكل ألم وحسرة أننا لم نعد نستطيع عمل شيء ، ولابد أن تعود عائشة الى بلدها والله وحده يتكفل أمرها فيطيل أو يقصر في أجلها .

كانت عاشة ومنذ أن ردت اليها روحها واكتحلت عيناها برؤية أمها ، تردد دائماً السؤال عن موعد العملية – عملية بتر ساقها – وكانت أحياناً كثيرة تتلمس ساقها وتمسح عليها وتسألني : أصحيح أن هذه الساق سوف تقطع ، وإذا قطعت ، كيف سأمشي ، وهل سوف تستبدلونها بأخرى اصطناعية ؟... كانت تسأل ذلك بطريقة تتقطع لها أنياط القلوب الجافة، وتتفتت عندها مغاليق الأفئدة القاسية ، وتضعف حيالها حتى المشاعر المتبلدة ، وكانت ... كانت تبكي كل من حولها .

دخلت على عائشة يوم أن قررت أن أعلمها ، وكذبت كذبة بيضاء مازال ألمها يحرق كبدي  ، وقلت لها أن العملية قد تأجلت لستة أشهر ، وأن الشفاء قد يأتي ان شاء الله دون أي بتر لساقها ، ولذلك لابد من العودة للبلد الى الأهل والصحب والجيران ، وبعد ستة أشهر ان لم يختفي هذا الورم الخبيث سوف تعودين ونجري العملية ...

وفرحت في بادئ الأمر لكنها وبفطرتها النقية وقلبها المتفتح احست أن في الأمر شيئاً ما ، فكانت تطلبني دائماً وخاصة عندما قرب رحيلها لتسألني : أصحيح أنني سأعود بعد ستة أشهر؟ وهل سوف أحصل على الفيزا بسهولة ؟ وهل وهل؟...

 

-7-

 

ذهبت عائشة ، ويوم ذهبت ...  حزنت حزناً شديداً وتألمت لحالها ومحنتها، ذهبت عائشة ... وكانت تأمل بالعودة لاستكمال العلاج إذا لم يذهب عنها هذا الورم اللعين .

بعد شهرين تكتب الي عائشة رسالة ، لازالت كلماتها تقض مضجعي وترن في ذاكرتي فتذيقني مر الألم ، كتبت الي عائشة تقول : أن الألم عاد أقوى مما كان ، وأن الدواء غير موجود ، وأنها تسألني بالله أن أعمل المستحيل كي أعيدها الى مشفانا ...

وماذا عساي أن أفعل ؟ وأنا أعرف بما اطلعني الله من علمه ، مصير عائشة المسكينة !!! لكنني عملت ما بوسعي ، وسعيت أن أرسل لها حقن (المورفين) لتسكين آلامها واوجاعها ، انتظار أن يرحمها الله وترتاح من مصابها، ويعلم الله سبحانه كم جهدت في سبيل ذلك ، فارسال المورفين من بلد الى بلد كما تعلمون ، يتطلب موافقات حكومية ووزارية ، ويأخذ وقتاً ويتطلب جهداً واقناعاً وتفهماً... وكان لي ذلك كله بحمد الله .

وبعد شهر تهتف لي عائشة تشكرني من أعماق قلبها ، لكنها لازالت  تلح علي أن أعيدها الى فرنسا ، وكأن الأمر في يدي ، ويا ليته كان في يدي ، لحققت لها ماتريد مادام أن ذلك يريحها ويفرحها .

وكان هذا آخر عهد لي بعائشة ، فبعد أقل من شهر أرسلت لي أمها رسالة تخبرني أن عائشة رحلت الى الله ، الى بارئ الأرواح ، الى جوار الخالق العظيم رب الحياة والموت...  نعم ماتت عائشة وكلنا سوف نموت ، ماتت عائشة لكن بعد أن تركت في قلبي جرحاً ، وفي أعماقي ألماً دفيناً يتدفق كلما لاحت ذكراها في مخيلتي ، رحم الله عائشة وجعلها شافعاً لأبويها عند الله  وأرجو الله ألا أحرم أجرها وثوابها .