أبو العَشْرة ..

مصطفى حمزة

[email protected]

ألفٌ وخمسُمئةِ ليرة – هي كلُّ مُرتّبِهِ – انتقلتْ في دقائقَ من يدِ المُحاسِبِ ، إلى يدِهِ ، إلى أيدي أربعةٍ من عُتاةِ دائنيهِ ؛ بَغَتوهُ وهو يَهمّ بمغادرةِ المُديريّة مُسرِعاً إلى العشرةِ وأمّهِم !!

لمْ يُؤجّلْ قرارَهُ هذه المرّة .. فعَبَرََ الشـارعَ إلى الرصيفِ المُقابلِ واتّخـذَ طريقَهُ إلى ضاحيةِ المدينة . حين وصلَ كانَ المكانُ غارِقاً في صمتٍ رهيبٍ كأنّه مقبرةٌ مهجورةٌ من سنين !

قَبَعَ فوقَ السّكّةِ الحديديّةِ ينتظرُ ، وقد اصفرّ وجهُهُ ، وزاغَتْ عيناهُ ..

وبينَ إصبعَيْهِ كانتْ ترتجفُ سيجارتُهُ الأخيرةُ !!