إمضاء : امرأة عاملة

إمضاء :

امرأة عاملة

إيمان شراب

[email protected]

استطاع حقيقة أن ينعش نفسي التواقة إلى النجاح ككل نفس ، واستطاع أن يرسم الكثير من الابتسامات على ثغري ، واستطاع أن يملأني فخرا ، وأكسبني الكثير من الأهمية ، وجعل البنان يشار إليّ كأهم رمز للموهبة والإبداع ، وصيّرني حديث الكثير من مجالس الناجحين المميزين، ورفعني عاليا في سماء الناس الأكثر أهمية.

وماذا بعد ؟!

حولني إلى مدمنة ، مدمنة خروج ، فلا أحتمل البقاء في البيت أكثر من يوم واحد !

بسببه أصبحت كثيرة التوتر ، دائمة الإرهاق ، قليلة النوم !

معه أنا في عجلة من أمري، وشعاري كل يوم وكل ساعة بل – ولا أبالغ – كل لحظة : بسرعة ! لقد تأخرت! بسرعة لا وقت ! فحرمني متعة إنجاز كل الأعمال في أناة وهدوء بال.

أفقدني علاقاتي بمن هم خارج دائرته !

ثم يا هول ما فعل !

استطاع بسطوته أن يكون هو الرقم الأول في حياتي ، أما زوجي وأبنائي وأهلي فلهم الأرقام التالية !

هينة لينة أنا معه ... بشوشة مبتسمة خلاله ...نشيطة كنحلة ، رشيقة كغزال ..

أما البقية الباقية من الصحة والعافية فهي من نصيب أبنائي وزوجي – هذا إن بقي نصيب أصلا - !

المهم ، تعبت منه ومللته وكرهت دائرته ، فأردت أن أفارقه ويفارقني ! قد أنجح وقد لا أنجح !

وإن نجحت ،فبعد ماذا يا نفسي ! بعد أن نجحتِ مع مرتبة الشرف مع الغير، وحققتِ فقط نسبة النجاح مع أغلى الناس في حياتك ؟!

بعد أن ربيت أبنائك يظللهم عذاب أمهم ومحاولاتها المستميتة تعويضهم حاجتهم إلى الاستقرار ، وحاجتهم إلى أم تستقبلهم عند دخولهم البيت وليست الخادمة من يفعل ! وحاجتهم إلى أم صحيحة قوية وليست بقايا أم !

لقد كذب من قال إن المرأة يمكنه أن تجمع بين العمل خارج البيت وداخله !!

إنها تخالف فطرة القرار في البيت ، وتخالف طبيعتها كأنثى تميل إلى الدعة والسكينة  . ولو حاولت أن توفّق فلن تستطيع ، اسألوني أنا .

إمضاء : امرأة عاملة