دمعة أم محمد

ماذا سيفعل بها جلال الدين الصغير

إن جاءته يوم القيامة

 سامي الحمداني

[email protected]

سألت الحاجة (أم محمد) جارتنا سؤالا مفاجئا بدون مقدمات (جلال الدين الصغير صرح لوسائل الإعلام أن قانون العفو العام تسبب بتدهور الوضع الأمني وأنه يجب أن لا يُنفذ فماذا تقولين له؟)، وقبل أن أكتب لكم رد الحاجة أم محمد أسرد قصتها باختصار:

أم محمد تزوجت قبل 30 سنة تقريبا وبقيت 6 سنوات لا تجنب، إلى أن رزقها الله ابنها الأول والأخير محمد، تقول أم محمد (محمد وحيدي ربيته بمي عيني) ولك أن تتخيل مكانة محمد في قلب والدته. وبعد أن كبر محمد ومن شدة فرحتها به زوجته وعمره 19 عاما ورزقه الله بأربعة من الأبناء تقول أم محمد عنهم (لقد عوضني الله عن الإنجاب بأولاد محمد) كانت تشمهم شما وتحتضنهم حتى يتألموا من الضمّة.

وعندما يخرج محمد إلى العمل تتبعه بدعواتها وتنظر إليه كالصغير كيف يمشي وتنتظر حتى يستقل الباص وترجع بعد ذلك للانشغال مع أولاده...

في يوم ما من العام 2006 انفجرت سيارة في رأس شارعنا فقامت قوات الأمن بمداهمة المنطقة واعتقلوا عشرات الشباب عشوائا وكان محمد أحد المعتقلين، وأكثرهم ضربا وتبريحا لقرب بيته من مكان الانفجار، وكانت أمه في حينها تصرخ وتبكي غير محتملة لمنظر الدماء وأصوات الضرب الناتجة عن ضرب رأس محمد بأخمس البنادق فانهارت وسقطت أرضا ومن ذلك اليوم وهي تعاني من مرضي السكر والضغط المزمنين وكآبة شديدة وهي تخرج إلى الباب الخارجي المطل على الشارع حيث المارة وقت الغروب وتتضرع إلى الله أن يفرج كربتها وتدعو في الوقت ذاته على الذين ظلموها دعاء يبكي كل من يسمعه وإلى الآن لم تفارق هذه العملية التي أصبحت عادة من عادتها.

الحاجة أم محمد تسألني كلما مررت بها عن أحوال المعتقلين وهل هناك بشرى أنقلها لها من وسائل الإعلام (علما أن المذياع لا يفارق يدها) لكنها القشة التي ينتظرها الغريق ليتشبث بها.

قبل أيام مررت بأم محمد فسألتني كالعادة عن أحوال المعتقلين والعفو العام ومتى ينفذ ...الخ . فأجبتها هذه المرة بالسؤوال الذي ذكرته في بداية مقالتي وهو (جلال الدين الصغير صرح لوسائل الإعلام أن قانون العفو العام تسبب بتدهور الوضع الأمني وأنه يجب أن لا يُنفذ فماذا تقولين له؟).

فبادرت بالدعاء عليه موجهة أنظارها إلى السماء (يبو سرطان اببلعومه على هذي الحجاية)، فلم أملك الا أن أقول آمين ودعوت الله أن يظهر ذلك للعلن ويخزيه أمام الناس اللهم آمين.