دَمعَة

دَمعَة

مصطفى حمزة

[email protected]

اعتَرضَ مُتباكياً : اللهُ يخلّيكِ يا ماما ، من غيرِ لحمَة .. الله يخلّيكِ !

- لا يا سعيد ، يجب أن تأكلَ ولو قطعةً واحدةً من أجلِ صحّتك .

- محمّد لم يضع في صحنه لَحمة .. رأيتُهُ بعيني يسكب الملوخيّة فقط !

- لا تزعلْ يا حبيبي ، سأضعُ له بعدَ قليل قطعتين لا واحدة ..

صاحَ محمد مُعترضاً : أنتِ كلَّ يومٍ هكذا يا ماما تضعين لي قطعتين ، وله واحدة فقط .. أنتِ تُحبّينه أكثرَ مني !!

كانَ يُراقبهم على مائدة الغداء شارداً في مشـهدٍ  بعيد .. بعيد .. هو وإخوته السـبعة وقد تحلّقوا حولَ الصدر النحاسيّ :

- ماما ، الجمعةَ الماضيةَ عندما كنتِ تقسـمين قطعةَ اللحم ؛ أعطيتِ أختي سامية أكثرَ منّي!!

- لاتهتمّ يا حبيبي ، فحصّتكَ هذا الأسبوع ستكون أكبر .

ولم يفهم الدمعةَ التي انحدرتْ على خدّه إلاّ زوجتُه !!