ظل بلقيس
محمد المهدي السقال
القنيطرة / المغرب
[email protected]
ناديتها بلقيس فمالت إلي بوجه ما قرأت مثل تقاسيمه منذ عاشرتها، انسحب خداها قليلا
إلى الوراء ترتسم عليهما فتحتان كجرح غائر تعافى من سنين ، حين انفرجت الشفتان
بتكتم حال دون انبلاج الإطباق ممسكا بابتسامة لم تكن عابرة ،
ما زلت بلقيستي بعد كل هذه السنين ، مالك ؟
كانت الليالي الأولى مثل نهاراتها ، أمسك بتلابيبها ذهابا وجيئة بين الغرفة والمطبخ
، فأحس بانتفاض أنوثتها قبل استواء الرغبة على نار هادئة ، مرة ، حدثتها عن شبه
كبير بين عينيها و عيني بلقيس التي لا أعرف لها صورة إلا من تمثلات ظلت تسكن قرار
الذاكرة ، فلم تجد في كلماتي غزلا يليق بها صادرا عن جوانحي ، تشكت لي من شعور
يخامرها ، تحس نفسها تجسيدا فقط لصورة تسكن المخيلة ، وما العيب في ذلك ؟ قالت أريد
أن أكون أنا وليس هي ، صرت تتفلسفين، رفضت التعليق وهي ترمقني بنصف نظرة كانت تعرف
أنها تزيد من رغبتي في توسد شعرها حين تسدله فيأخذنا الصمت حتى أقاصي البوح بكل
دفين في المناطق المحاصرة، هل تذكرين كم مر من الوقت على تلك الليلة !؟ تمنيت لو
أنها نطقت بشيء عما في نفسها وهي تستعد ربما لرد على ندائي .