الفُستقة والبُندقة

الفُستقة والبُندقة

مصطفى حمزة

[email protected]

قالت الفستقة للبندقة : ها قد التقينا من جديد يا أختاه ، في هذا الكيس الورقيّ !

أجابت البندقة : نعم ، ولم يسـتطع أن يُفرّقنا التاجرُ ولا السمسـارُ  ولا نارُ المحمصة ، منذ قَطفونا من شجرتينا المتجاورتين في بُسـتان " أبو عرَب " و نحن نلتقـي مرّةً بعد مرّة !

الفستقة : صدقتِ ، فقَدَرُنا أن نبقى معاً إلى الأبد .

ولمْ تكد تُنهي الفستقةُ جملتَها حتى سـمعتْ طقطقةَ أضلاعِها تحتَ ضرسين لايرحمان ! فصرخت تُنادي متأوّهةً : آه .. الآن .. أظنّ أنّه الفِراقُ يا أختي البُندقة ! فالوداع .. الوداع !

صاحت البندقة قبلَ أن يُطبقَ عليها الضرسانِ نفساهُما : لا يا أختي الحبيبة لا  لابدّ أن نلتقي يوماً .. لابُدّ !