قصص قصيرة جداً

(20)

عادل العابر - الأحواز

[email protected]

1 – التناقض

أمره المحتلون أن يبيع أرضه عليهم ... فرفض.

حاولوا إغرائه بالمال ... فلم يفلحوا.

هددوه بالسجن والتعذيب والقتل ... فلم يخف.

جاؤوا بساحبات في وضح النهار ... فتعرضهم،

لكنهم قتلوا إبنه وجرحوا إمرأته وسجنوه!

ثم جعفوا نخيله وحرثوا بساتينه وصادروا أرضه ليبنوا عليها مستوطنات فارسية!

وفي المساء، ظهر مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية على المحطات الفضائية فقال:

إسرائيل قد إغتصبت الإراضي الفلسطينية وبنت عليها مستوطنات صهيونية!

هذه الدولة المغتصبة، يجب أن تمحى من خارطة الأرض!

 2 – الضياع

جذبتني إليه العروبة،

كانوا ينادونه بإسمه (مهرشاد)!

أو بإسم عائلته (خروشاني)!!

ولكي أتجنب هذين الإسمين الفارسيين طلبت منه أن يذكر لي أسماء أبنائه حتى أكنيه بهم،

فقال: لدي ولد إسمه (خسرو)!!!

وبنت إسمها (بروانه)!!!!

فسألته حزيناً: وماذا تبقى لك من العروبة؟!

  3 – الازدواجية

فجئة ظهر أمامه مراسل القناة الأولى الإيرانية يرافقه المصور!

ــ مرحبا ... اليوم وكما تعلم ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية ضد الطاغوت ... فكيف تعبر عن فرحك ويراك الملايين من الإيرانيين؟!

إنصعق ... تمتم ... طأطأ رأسه وسكت هنيهة ... رفع رأسه ... مازالت صورته تبث مباشرة في القناة الأولى ويشاهده الملايين!

لا يدري كيف فلتت من لسانه الجملة التالية: (أبارك هذه الذكرى للشعب الإيراني)!!!

ثم رجع إلى بيته يؤنب ضميره ويلعن جبنه ... وجميع أحداث القمع الإيراني ضد الأحوازيين قد تراءت أمام عينيه.