أُذنا الملك كبيرتان مثل أُذني المعزى

د. محمد عقل

[email protected]

كان والدي المرحوم الحاج حسن متكلمًا ولبقًا. اعتاد أن يصلح بين الناس إذا تنازعوا في أمر أو قضية ما، وكان يحكي لهم حكايات كالأمثال منها حكاية عن ملك كانت له أُذنان كبيرتان تشبه أذني المعزى، وقد أخفاهما عن الناس بشال وتاج. فكان إذا طال شعره استدعى حلاقًا ليقصه، وبعد الانتهاء من ذلك كان يسأل الحلاق: كيف رأيت أُذنيّ؟ فيرد الحلاق: هما طويلتان مثل أُذني المعزى، فيأمر الملك بقتله وإخفاء جثته حتى لا يحكي للناس عن الذي شاهده، وهكذا توالى اختفاء الحلاقين الواحد تلو الآخر بعد دخولهم القصر، فانتبه أحدهم إلى ذلك، فلما جاء دوره دخل القصر وقص شعر الملك، فلما انتهى من ذلك سأله الملك: كيف رأيت أُذني، فرد الحلاق: هما أجمل ما رأيت، فسرّ الملك وأمر له بجائزة، وصار حلاق الملك، فحرص على أن يحافظ على السر اتقاء شر الملك، ولكنه لم يستطع أن يتمالك نفسه، فذهب وحفر حفرة بجانب الوادي وصار يردد فيها: أُذنا الملك كبيرتان مثل أُذني المعزى!!، انقضى الصيف وجاء الشتاء وسقطت الأمطار فنبتت في الحفرة نبتة من القصب فلما استوت جاء راعٍ وصنع من ساقها شُبّابة(نايًا)، وما أن أخذ ينفخ فيها حتى صارت تردد: أذنا الملك كبيرتان مثل أذني المعزى، فعلم الناس السر الذي حرص الملك على إخفائه طوال السنين. فهل هناك من يجرؤ على أن يقول لملوك العرب ورؤسائهم: آذانكم كبيرة مثل آذان المعزاة!!.