لحظة وداع طارئة

لحظة وداع طارئة

زكرياء بوغرارة

كاتب مغربي

 هز رأسه بوجه حزين وقد أطرق  إطراقة عميقة ثم أرسل زفرات موجعة.. قبل أن يهم بالإنصراف..

 أمسكت كلتا يديه, فأشاح  بوجهه عنها كأنما كان يفر من نظراتها الحائرة..

 لحظة فارقة يمر بها

*إنهم ينتظرون....

 حينها شحب وجهها وإمتعق قليلا كأنما كانت تفكر  فيما ستسفر عنه الأيام القادمة وهي حبلى بالمفاجآت..

 فكرت لحظة... ثم عانقته بحرارة وعيناها تذرفان  دموعا سخية  ساخنة

 أحس بحرارتها .. فابتسم بطريقة عفوية

 هنا.. جاء  الصوت الخشن الغليظ

* (اسربينا )..1

_ لابأس لاتقلقي ولاتحزني ربما أعود وإن لم أعد...

 قبل أن ينهي كلماته وضعت راحة يدها اليمنى فوق  شفتيه لتمنعه من الكلام

*ما أصعب الكلام

 أقبل الحاج لكبير كأنه دب يتحرك ومن ورائه وجوه الظلام..

 سحبوه في صمت.. كان يبتسم بينما هي تغالب دمعها وشهقاتها  تصدر من بركان الصدر

 وما إن اختفى عن نظرها حتى انسابت دموعها بحرارة موجعة

 _ ما أصعب  الدموع

 في لحظة وداع طارئة ...

====

1 سربينا كلمة عامية مغربية تعني اسرع