اَلْفَرْحَة..
محسن عبد المعطي عبد ربه
عَادَتْ لُبْنَى إِلَى الْبَيْتِ فَرِحَةً سَعِيدَةً وَهِيَ تَقُول:أُمَّاهُ لَقَدْ أَخَذْتُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَشَرَةً عَلَى عَشَرَةٍ هَلَّلَتِ الْأُمُّ مُسْتَبْشِرَةً:هَائِلَةٌ يَا لُبْنَى مُمْتَازَةٌ يَا ابْنَتِي لَقَدْ
فُزْتِ بِخَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اِبْتَسَمَتْ لُبْنَى:وَكَيْفَ يَا أُمِّي أَجَابَتِ الْأُمُّ:"سَوْفَ يَكْتُبُ اللَّهُ لَكِ النَّجَاةَ مِنْ مِحَنِ وَشَدَائِدِ الدُّنْيَا وَجَمِيعِ مَا فِيهَا مِنْ فِتَنٍ" قَالَتِ لُبْنَى:"وَهَلْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ كُلُّ هَذِهِ الْمُمَيِّزَاتِ" اِبْتَسَمَتِ الْأُمُّ مُجِيبَةً:"نَعَمْ يَا لُبْنَى فَالْقُرْآنُ الْكَرِيمُ - كَمَا أَخْبَرَنَا سَيِّدُ الْخَلْقِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ لِلْعَالَمِينَ مُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كِتَابُ اللَّهِ الَّذِي (لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) وَفِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ – يَا صَغِيرَتِي-
نَبَأُ مَا قَبْلَنَا مِنَ الْأُمَمِ مِثْلَ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمِ شُعَيْبَ عَلَيْهِ السَّلامُ " قَالَتِ لُبْنَى:"وَمَاذَا عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ يَا أُمِّي؟!!!قَالَتِ الْأُمُّ:لَقَدْ أَنْزَلَ
اللَّهُ بِبَعْضِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ عِقَاباً شَدِيداً قَالَتِ لُبْنَى:"وَلِمَاذَا حَلَّ بِهِمُ الْعِقَابُ وَالْعَذَابُ فِي دُنْيَا النَّاسِ؟!!!" قَالَتِ الْأُمُّ:"لَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُ اللَّهِ يَدْعُونَهُمْ إِلَى عِبَادَةِ
اللَّهِ وَالْمَشْيِ فِي الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ وَلَكِنَّهُمْ أَبَوْا وَاسْتَكْبَرُوا وَعَانَدُوا" قَالَتِ لُبْنَى:"اَلْحَدِيثُ عَنْ هَؤُلاَءِ الْأَقْوَامِ – يَا أُمِّي- لَذِيذٌ وَمُمْتِعٌ زِيدِينِي يَا أُمِّي قَالَتِ الْأُمُّ:"لَقَدْ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَى عَادٍ هُوداً عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَى ثَمُودَ صَالِحاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَى مَدْيَنَ شُعَيْباً عَلَيْهِ السَّلاَمُ "اِبْتَسَمَتْ لُبْنَى وَقَالَتْ:"
وَمَاذَا فَعَلَ رُسُلُ اللَّهِ– يَا أُمِّي- بَعْدَ تَكْذِيبِ أَقْوَامِهِم لَهُمْ؟!!!" قَالَتِ الْأُمُّ:" رُسُلُ اللَّهِ– يَا ابْنَتِي- مَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ إِبْلاَغُ قَوْمِهِمْ رِسَالَةَ رَبِّهِمْ أَمَّا الْهِدَايَةُ وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ فَمِنَ اللَّهِ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قَالَتْ لُبْنَى:وَهَلْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْعِقَابَ بِهَؤُلاَءِ الْمُكَذِّبِينَ؟!!!" قَالَتِ الْأُمُّ:"نَعَمْ يَا صَغِيرَتِي" قَالَتْ لُبْنَى:"كَيْفَ يَا أُمِّي؟!!!"
قَالَتِ الْأُمُّ:"لَقَدْ أَغْرَقَ اللَّهُ الْمُكَذِّبِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَمَّا الْمُكَذِّبُونَ مِنْ قَوْمِ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَدْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَقَطَعَ دَابِرَهُمْ أَمَّا الْمُكَذِّبُونَ
مِنْ قَوْمِ صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَدْ أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ "دَخَلَتْ سَلْوَى اَلْأُخْتُ الْكَبِيرَةُ لِلُبْنَى وَهِيَ تُنْشِدُ:
اَلْفَرْحَةُ بِكِتَابِ اللَّهْ=مَا أَجْمَلَهُ!!!مَا أَحْلَاهْ!!!=عَلِّمْنِي مِنْهُ..رَبَّاهْ=ذَكِّرْ قَلْبِي مَا يَنْسَاهْ=اِمْلَأْ رُوحِي فَيْضَ هُدَاهْ=وَاشْرَحْ صَدْرِي يَا رَبَّاهْ=هَلَّلَتِ الْأُخْتَانِ:اَلْفَرْحَةُ بِكِتَابِ اللَّهْ=مَا أَجْمَلَهُ!!!مَا أَحْلَاهْ!!!