شجيرة البرتقال الحمقاء
قصة رمزية :
انفجرت شجيرة البرتقال منتحبة لما دنا منها المزارع .
قالت بين دموعها : لم تزرني من أسابيع . لست عزيزة لديك . أهملتني . ألا ترى ماحولي ؟
لم تأتِ حتى لترى بشائر نواري . نورت مع أن عمري سنة .
كانت الحشائش تحدق بها كثيفة متسامقة : خبازى وسميني وصماء وربيان ومالا يعرف المزارع اسمه من الحشائش والنباتات . أدرك علة شكواها .
قالت : مالك صامتا ؟ !
_ ماذا تريدين ؟
_ وتسألني ماذا أريد ؟ ! هذا سؤال مزارع ؟ !
_ تريدين قلع ما حولك ؟
_ دون تأخير .
أعاد النظر في كثائف الحشائش والنباتات . الخبازى تمردت على خصائصها . لم تعد نبتا مفترشا .
صار لها سيقان سامقة سميكة . إنه المطر الذي هطل ثرا هذا الشتاء . اختفت شجيرة البرتقال في قلب
نباتات وحشائش مشتبكة ملتحمة . كثافة النباتات والحشائش تحضها للسباق صوب ضوء الشمس
والدفء فتطول . كلها سبقت شجيرة البرتقال .
قالت : سأموت إن لم تزل ما حولي .
_ سأزيلها .
_ الآن ؟
_ بعد أسابيع .
_ أكون مت . ستندم .
لم يكن ينوي إزالتها . كان يريدها أن تيبس وتتحول غذاء لشجيرة البرتقال . وكان يريدها لغاية أخرى
ما دامت لا تنافس شجيرة البرتقال على الغذاء الوفير بسبب المطر الغزير الذي ذوب كل ما في التربة
من العناصر الغذائية .
قال : لو أزلتها الآن ستندمين .
_ أندم لإزالة أعدائي ! ماذا حدث لعقلك ؟ !
_ عقلي في رأسي . أعرف ما ينفعك أكثر منك . لهذه النباتات فائدة أعجب كيف لم تنتبهي لها!
_ أنتبه لفائدة أعدائي ! يا إلهي ! حتى العصافير ما عادت تنزل فوقي . تنزل فوقها وتترنم لها .
لا تراني . صرت أقصر واحدة . مقبورة . آه ! تذكرت . أعرف لم تحافظ عليها . قدمت زوجتك من أربعة أيام
وقطفت بعض أوراق الخبازى . توقعت أن تقلعها كاملة . قطفت بعض الأوراق حتى تعود إليها لنفس الغرض .
_ لو قلعتها الآن ستموتين .
_ كيف أموت ؟ ! أهي سبب حياتي ؟ ! خسئت المتطفلة . كيف تفكر يا رجل ؟ !
_ الأحمق لا يقتنع إلا حين لا يكون للاقتناع فائدة .
_ لست حمقاء .
_ سترين بنفسك .
وانقض يقلع ما حولها من نباتات وحشائش متحسرا مغموما . كان الابتسام يشرق صافيا رقيقا على محياها
، ولما انتهى سألها ساخرا : راضية ؟
_ كل الرضا . مرة سمعت أمي تقول للمزارع : أبعد أختي عني وخذ حملها مني ! أنت أبعدت أعدائي .
بعد يومين ، صباح ليلة عصفت ريحها ضارية معولة ، قصد المزارع شجيرة البرتقال . كانت كسيرة
الساق قرب منبتها .
وسوم: 640