الرّكن الشديد
منظرٌ ساحرٌ خلاب ذلك المكان الذي يجلس فيه سامر ، فبلدته تقع على ساحل البحر أمام بيته الريفي الجميل ، لكن هذه الدنيا ليست جنّة بل دار بلاء ؛ فجاره الغريب شرس فلا يمرّ يومٌ عليه إلا ويلقى منه العناء والبوائق ويعتدي على بستانه وبئره وقد تشاجر معه مرات عديدة ولم تنته المشكلة بينه وبين جاره .
أقارب سامر كثيرون لكنهم غافلون ومنصرفون إلى شؤونهم فمخاتيرهم أحجار شطرنج لا يهمهم إلا خاتم المخترة ومشية البخترة وقد أشغلوا الأهالي بالمسابقات الرياضية والأغاني التافهة والماجنة مما جرّأ الجار الشرس على استغلال هذه الغفلة للتنكيل بجاره ويزيدُ الجارَ عدوانا دعمُ أعداء سامر له .
اضطر سامر إلى اللجوء إلى الجار المجوسي الأبعد ليحصل منه على سلاح يدافع به عن نفسه وبستانه وبئره ، وكان ذلك ؛ لكن هذا المجوسي الخبيث الذي أعطاه السلاح بيده اليمنى يذبح أقرباءه باليد اليسرى .
احتار سامر في أمره فقرر مقاطعة هذا المجوسي فضرره أعظم بكثير من نفعه فعقد العزم أن يأوي إلى ركن الله الشديد ويستعيذ من كل شرك ومشرك فالشرك ظلم عظيم ، ولما كان ذلك وصفا القلب بالتوحيد للأحد الصمد وأن النصر من عنده وحده أراحه الله من جاره الشرس فوجده ملقىً على طرف بستانه جثة هامدة .
وسوم: العدد 659