شجاعة أم
بعد رحلة طويلة جلسوا على شجرة عملاقة كانوا يلعبون بين أغصانها في طفولتهم موجودة على ضفاف مجرى مائى صغير وقد حلّ التعب المُرهق بهؤلاء العصافير الثلاثة ، كانت تجمعهم الصداقة قبل الإخوة استرخى العصفور الأول فادى على غصن من غصون الشجرة ونظر إلى السماء وكأنه يشاهد شريط ذكريات يمر أمامه ببطء وكان يظهر عليه الحزن وأفاق من التفكير الطويل بصوت أخيه العصفور الثانى شادى وهو يقول له ماذا بك يا فادى ؟ فدمعت عينا فادى دمعة وقبل أن تسقط على الأرض مدّ شادى جناحه ليقتطفها قبل أن تقع على الأرض وكأنها جوهرة لا يريد لها أن تلمس الأرض ثم ضمّ أخاه فادى متسائلا متلهفا ماذا أصابك ؟ فردّ فادى لقد تذكّرت أمى وحضنها الدافئ وكيف ضحّت بنفسها لإنقاذنا فقطع العصفور الثالث هادى الحديث بصوت هادئ رقيق لقد ألقت بنفسها في شباك الصياد حتى تنقذنا وتذكّر الجميع الموقف الذي حدث منذ عدة أيام وكان الصياد قد وضع بعض الحبوب فوق شبكة مغطاة ببعض أوراق الشجر الجافة وعندما أتوا لتناول تلك الحبوب ، أحس قلب الأم بالخطر على أبنائها فذهبت مسرعة إليهم وصرخت فى وجوههم اذهبوا بعيدا عن الشباك وتشابكت قدماها بشبكة الصياد بدلا منهم ولم تستطع أن تفلت و كانت تقول بصوت متألم خائف اذهبوا بعيدا اذهبوا بعيدا أنا بخير وجاء الصياد و أخذ أمنا ولا نعرف إلى أين أخذها وما مصيرها ؟! و بينما هم في هذه الحالة نظر فادى إلى الجانب الأخر من المجرى المائي البعيد و كانت المفاجأة لمح أمه وهى تبحث عنهم وكانت متجه إليهم فرددوا في صوت واحد أمي .... أمي .... أمي جاءت إليهم و احتضنتهم و قصت لهم كيف هربت من الصياد لانشغاله بأعداد طعامه و استغلت الفرصة وهربت من القفص الذي نسى أن يغلقه و أخذت تبحث عنهم في كل مكان وتذكرت تلك الشجرة فأتت إليها علي أمل أن تجدهم بين أغصانها ، حضنوا أمهم مرة أخرى ورجعوا إلى عشهم بسلام .
وسوم: العدد 667