الشركة
محمد عميرة – القدس
تأفّـف سالم بعد عودته من العمل أثناء جلوسه قرب صديقه أحمد في الحافلة والذي كان عائدا مثله من العمل ولكنه كان سعيدا فسأله : ما لك يا رجل مثقل بالهموم ؟
فأجابه سالم : من العمل .
قال أحمد : وهل أنت وحدك الذي تعمل في هذه الدنيا الفانية ؟ فكلنا نعمل .
قال سالم : الله يُعيننا على المسؤول عندنا في الشركة فهو فظ ّ غليظ القلب ثقيل النفس والجسد ، وقد أعيانا .
قال أحمد : وهل هو جديد عندكم ؟
قال سالم : نعم ، وقد كان قبله ثلاثة رؤساء وكلهم أجمل ما تكون المعاملة مع الموظفين والزبائن .
قال أحمد : اصبر يا أخي فربما بعثه الله عقوبة لكم أو كفارة .
ضحك سالم قائلا : سبحان من لا منجا ولا ملجأ من الله إلا إليه .
لكن من المسؤول عن تعيين هؤلاء ووضعهم في المكان غير المناسب سأل أحمد ؟
أجاب سالم : لو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب في عالمنا العربي الواسع لتقدمنا ألف خطوة للأمام ولتغير حالنا إلى الأحسن ؛ لكن العزاء أن مركبة التغيير ما تزال تسير إلى الأمام نحو الأفضل حتى لو كانت بطيئة .
وصلت الحافلة إلى القرية وقال أحمد لصديقه : بما أنك تتحدث عن التغيير تفضل عندي لاحتساء القهوة التركية عسى أن تتغير نفسيتك .
قـَــبِلَ أحمد الذهاب مع صديقه لتفاؤله بأن دوام الحال من المحال .