قصص قصيرة جدا 69
يوسف فضل
الطفل الفيلسوف
واخبرني صديق أن الطالب الصغير في طريقه إلى المدرسة يقرأ لوحة معلقة على معلم ديني " هنا تجد الجواب" .ذات يوم وضع إعلان نعي متأرجح تحت اللوحة يقول " أين سؤال الشك؟".
الشرطة في خدمة الشعب
خرج إنسانا آخراً من حقل متعتهم التي تفوق إحساسهم بالذنب. خط كاتب مشاكس تقريرا مفصلا عن تعذيبه. تظلم قسم الشرطة ضده. طالبوه بالتعويض المناسب لتحيزه السلبي وإلحاقه آلام التعاسة النفسية لهم ولعائلاتهم من نشر (الشائعات) التي أضعفت ميثاقهم(الاجتماعي والأخلاقي)
قصة (ق.ق.ج)
يحكى أن قصة قصيرة جدا لم تستطع أن ترى كل شيء لقصرها . راحت تسرد نفسها رصدا بلغة توترية استحواذية . بحروفها الأولى ، تمسك قارئها بأسلوب الحذف الفني والاقتصاد الدلالي وتلقه كالرصاصة في بؤرة الفكرة ، ثم تحمله برشاقة الإبهار إلى فضاء كلمة الحق حيث لا عقدة ولا حل، وتقفز فوق مكب القفلة لتحط بهدوء على شاطئ نظرية انسيابية الموج .
اللاحركة
خاطب القاضي حروف النصب العربية المعتزة بفهلويتها :" متى تتوبين؟" ردت :" حتى يشفى خصمي ، حروف العلة".
صلاحية مستفزة
انتظرها طويلا وهي تتجمل:-
- أتساءل لماذا تهتم المرأة بجمالها وليس بجمال عقلها؟
- الرجل مبصر غبي يفتح قلبه لأقل إغواء أنثوي .
غدا أبصر
صلى فجر يومه المشهود في المسجد. صلوا عليه الظهر في نفس المكان . ولج إلى عيش غده الممدود.
انبهار
عاد.
سألوه عن صنعته في غربته .
قال:
كان يربي الغربان.