سُبْحَانَ الله
عندما أفرجَتْ السُلطاتُ عنه بعد خمسةٍ وعشرين عاماً من السَّجن، بلا محاكمة.. كان سجين الرأي (علاء الدين) مُصَاباً بمجموعةٍ من الأمراض المزمنة: فشل كليوي، وسُكَّري، وارتفاع ضغط الدم.. وغيرها، مع إعاقةٍ دائمةٍ في الحوض والساق اليمنى، عدا عن حالته النفسية السيئة.. وذلك بسبب التعذيب المستمر، وظروف الاعتقال بالغة السوء!..
عائلة (علاء الدين) الثَرِيَّة، لم ترضَ عن وضعه الصحّي الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فقرّرت إدخاله مشفى (الفردوس) الخاص المتقدِّم علمياً ومهنياً، لإجراء الفحص الطبيّ الشامل، ولعلاج ما يمكن علاجه من أمراضه التي يعاني منها.. وقد أثبتت الاستقصاءات الطبّية الدقيقة، أنه يعاني من فشلٍ كليويٍ كاملٍ في كليتَيْه الاثنتين معاً، وأنه بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى زرع الكلية.. وأنّ زرع كليةٍ فعّالةٍ مناسبةٍ له، سيُزيل معظم الأمراض المزمنة التي يعاني منها، كالسُكَّري وارتفاع ضغط الدم، وأنّ حالته الصحية ستتحسَّن عندئذٍ بشكلٍ مطّردٍ إلى حالٍ جيدةٍ جداً!..
* * *
كان الابن البِكر لعلاء الدين، الشاب (عدنان)، قد قام، قبيل أيامٍ من دخول والده (المـُفرَج عنه) مشفى (الفردوس).. بإجراء بعض التحاليل الطبية العادية في المشفى نفسه، نتيجة إصابته بألمٍ حادٍ مفاجئٍ في أسفل بطنه، وقد أثبت الاستقصاء أنه يعاني من أعراض (حُصَيَّةٍ) والتهابٍ في كليته اليسرى، مع بداية التهاباتٍ في المثانة والحالب الأيسر.. الأمر الذي دفع الطبيبَ المختصّ، لطلب إجراء صورةٍ شعاعيةٍ ظليلةٍ شاملةٍ للجهاز البوليّ لـ(عدنان)!..
في هذه الأثناء، كان أهل (علاء الدين) قد فقدوا الأمل من العثور على متبرِّعٍ مناسبٍ نسيجياً، لنقل كليته وزرعها لعلاء الدين، ثم لإنقاذه.. وَوَصَلَ الأهلُ إلى حالةٍ من القلق الشديد على حياته!..
في ساعةٍ متأخرةٍ من ليلة عيد الفطر المبارك، اتصل الدكتور الجرّاح المختصّ (أحمد)، بعائلة (علاء الدين) تلفونياً، وذلك من مشفى (الفردوس)، ليخبرَهم خبراً مفاجئاً غير متوقَّعٍ:
- لقد أثبتت الصورة الشعاعية الظليلة للسيد عدنان بن علاء الدين، أنّ جهازه البولي يحتوي خَلْقياً، على ثلاث كِلى بدل الكليتَيْن، وبإمكاننا نقل إحداها إلى والده السيد (علاء الدين) فوراً، لأنّ مراجعة التحاليل النسيجية للشخصَيْن، أثبتت تطابق النسيجَيْن الخاصَّيْن بالأب وابنه (عدنان)!..
وسوم: العدد 737