سب الدين

الشيخ حسن عبد الحميد

ظاهرة منتشرة في مجتمعنا مع الأسف ، شب عليها الصغير ولم ينساها الكبير .

والألفاظ المستعملة في هذا الميدان بذيئة وسافلة لا تذكر ولا تنشر ، 

ويعتذر صاحبها أنها قيلت في ساعة غضب وهذا كذب  . 

سب الدين والرب والسماء ظاهرة منتشرة في مجتمعنا ! 

وغير موجودة في أوربا وأمريكا ، القوم بالرغم من انحطاطهم الخلقي يحترمون دينهم ، فتراهم في الكنيسة يوم الأحد خاشعين متأدبين  .

حدثني شيخ جليل قال : دخلت جامعا وفيه وجهاء فدخلت بينهم لعلهم يسألوني فأستفيد منهم عطاء ، ولحظة اختلفوا وصرت اسمع ربك ودينك ومرتك ! 

واقترب حمل السكاكين فهربت مسرعا ؟ لأن شرار النار بدأ يتطاير  ؟ 

في الدوائر الرسمية عندنا خاصة في زمن البعث وحلفائه ووارثيه كثر سب الرب والدين ! وصار اعتياديا ، وهذا يدلك على سفالة شعب وانحطاطه ، كنت في مطار دمشق انتظر الطائرة وتأخرت عن دخول الصالة لدقائق وكان المشرف عسكريا سبني بربي وديني  ؟ 

ماالحكم الشرعي :  

إن الذي يسب الرب والدين يعتبر مرتدا وكافرا ، هدم دينه ، وطلقت زوجته وأولاده أصبحوا بناديق ولاذنب لهم ! 

 أولادنا تربيهم الشوارع قبل المدارس ، والقانون الوضعي لا يجعل عقوبة لمن سب دينه ! 

بل يجعلها لمن سب الرئيس أو الحزب أو النظام ؟

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم : كفر ظاهرا وباطنا )

وقال ابن عياض ( لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم )

أمة صغارها يشتمون الدين ، ونساؤها يتسلون بعبارات كفرية ، أمة يصفها الاثر القدسي ( خيري إليهم نازل وشرهم إليّ صاعد ) فهل تستحق أمة هذا شأنها نصرا أو تأييدا ! 

أبدا ، لو قذفنا بالحجارة من السماء لكان أمرا نستحقه ! 

لو كنا مسلمين حقا لجلدنا من يسب الدين مائة جلدة ، وحرمناه من العيش في مجتمع الأخيار ! لأن خلائق السفهاء تعدي ؟

 وإذا رأيت قوافل المهجرين فلا تحزن عليهم ! 

وأسأل عن حياتهم الاجتماعية وعن تربية صغارهم ؟ 

مجتمع سافل ! 

الأب في القهوة يلعب الطاولة ، والأم في السهرات !

 وصدق الشاعر شوقي  عندما يعرف اليتميم :

ليس اليتم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا 

إن اليتيم هو الذي تلقى له

 أما تخلت أو أبا مشغولا 

لماذا ثم لماذا إذا سببت بزوجتك تغضب ، وإذا سب الإله تسكت  ؟

لماذا إذا سب الرئيس تغضب وإذا سب الدين تسكت ولا تقاطع ؟ 

إذا كنا في سهرة أو عرس وسمعت سب الدين والرب يجب أن تترك الجلسة وأن تغضب وتنسحب بعد الصدع بكلمة الحق  ؟ 

جيء بسكارى إلى سيدنا عمر رضي الله عنه ، قالوا يا أمير المؤمنين شاهدناهم يشربون الخمر وهذا كان متفرجا ؟ 

قال رضي الله عنه : به ابدأوا لأنه لم يغضب لحرمات الله ، أو بعبارة بلغية : لم يتمعر وجهه غضبا لله 

إن انتشار سب الدين في مجتمع دليل على أنه يستحق غضب الله ، ويستحق أن يضرب بعواصف من السماء وصواعق وأعاصير وبراكين ؟

 إذا سببت زوجتك بدينها فقد طلقت منك ، وعلى الحاكم المسلم والمجتمع المسلم أن يجلد الشاب ويحبسه بدون طعام ولا شراب حتى يتوب ويعلم أن عدالته سقطت ، ولا تقبل شهادته في المحاكم ! 

إن ظاهرة سب الدين أخطر من وباء الكوليرا والطاعون ، وإذا رأيت قوافل المهجرين من أوطانهم تائهين بين الجبال والوديان ، يحملون في يديهم محافظهم ، وعلى رؤوسهم البقج والصرر لاتحزن عليهم ، بل قل كما قال تعالى : 

( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب  ) الأنفال ٢٥ .

وعلى من تورط واستهان بدينه أن يعود إلى الله بسرعة تائبا باكيا ، وليتصدق أجل يتصدق فإن الصدقة تطفئ غضب الرب ، يستتاب وإلا قتل ، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا  .

فرجك ياقدير

وسوم: العدد 760