سب الدين
ظاهرة منتشرة في مجتمعنا مع الأسف ، شب عليها الصغير ولم ينساها الكبير .
والألفاظ المستعملة في هذا الميدان بذيئة وسافلة لا تذكر ولا تنشر ،
ويعتذر صاحبها أنها قيلت في ساعة غضب وهذا كذب .
سب الدين والرب والسماء ظاهرة منتشرة في مجتمعنا !
وغير موجودة في أوربا وأمريكا ، القوم بالرغم من انحطاطهم الخلقي يحترمون دينهم ، فتراهم في الكنيسة يوم الأحد خاشعين متأدبين .
حدثني شيخ جليل قال : دخلت جامعا وفيه وجهاء فدخلت بينهم لعلهم يسألوني فأستفيد منهم عطاء ، ولحظة اختلفوا وصرت اسمع ربك ودينك ومرتك !
واقترب حمل السكاكين فهربت مسرعا ؟ لأن شرار النار بدأ يتطاير ؟
في الدوائر الرسمية عندنا خاصة في زمن البعث وحلفائه ووارثيه كثر سب الرب والدين ! وصار اعتياديا ، وهذا يدلك على سفالة شعب وانحطاطه ، كنت في مطار دمشق انتظر الطائرة وتأخرت عن دخول الصالة لدقائق وكان المشرف عسكريا سبني بربي وديني ؟
ماالحكم الشرعي :
إن الذي يسب الرب والدين يعتبر مرتدا وكافرا ، هدم دينه ، وطلقت زوجته وأولاده أصبحوا بناديق ولاذنب لهم !
أولادنا تربيهم الشوارع قبل المدارس ، والقانون الوضعي لا يجعل عقوبة لمن سب دينه !
بل يجعلها لمن سب الرئيس أو الحزب أو النظام ؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم : كفر ظاهرا وباطنا )
وقال ابن عياض ( لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم )
أمة صغارها يشتمون الدين ، ونساؤها يتسلون بعبارات كفرية ، أمة يصفها الاثر القدسي ( خيري إليهم نازل وشرهم إليّ صاعد ) فهل تستحق أمة هذا شأنها نصرا أو تأييدا !
أبدا ، لو قذفنا بالحجارة من السماء لكان أمرا نستحقه !
لو كنا مسلمين حقا لجلدنا من يسب الدين مائة جلدة ، وحرمناه من العيش في مجتمع الأخيار ! لأن خلائق السفهاء تعدي ؟
وإذا رأيت قوافل المهجرين فلا تحزن عليهم !
وأسأل عن حياتهم الاجتماعية وعن تربية صغارهم ؟
مجتمع سافل !
الأب في القهوة يلعب الطاولة ، والأم في السهرات !
وصدق الشاعر شوقي عندما يعرف اليتميم :
ليس اليتم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له
أما تخلت أو أبا مشغولا
لماذا ثم لماذا إذا سببت بزوجتك تغضب ، وإذا سب الإله تسكت ؟
لماذا إذا سب الرئيس تغضب وإذا سب الدين تسكت ولا تقاطع ؟
إذا كنا في سهرة أو عرس وسمعت سب الدين والرب يجب أن تترك الجلسة وأن تغضب وتنسحب بعد الصدع بكلمة الحق ؟
جيء بسكارى إلى سيدنا عمر رضي الله عنه ، قالوا يا أمير المؤمنين شاهدناهم يشربون الخمر وهذا كان متفرجا ؟
قال رضي الله عنه : به ابدأوا لأنه لم يغضب لحرمات الله ، أو بعبارة بلغية : لم يتمعر وجهه غضبا لله
إن انتشار سب الدين في مجتمع دليل على أنه يستحق غضب الله ، ويستحق أن يضرب بعواصف من السماء وصواعق وأعاصير وبراكين ؟
إذا سببت زوجتك بدينها فقد طلقت منك ، وعلى الحاكم المسلم والمجتمع المسلم أن يجلد الشاب ويحبسه بدون طعام ولا شراب حتى يتوب ويعلم أن عدالته سقطت ، ولا تقبل شهادته في المحاكم !
إن ظاهرة سب الدين أخطر من وباء الكوليرا والطاعون ، وإذا رأيت قوافل المهجرين من أوطانهم تائهين بين الجبال والوديان ، يحملون في يديهم محافظهم ، وعلى رؤوسهم البقج والصرر لاتحزن عليهم ، بل قل كما قال تعالى :
( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) الأنفال ٢٥ .
وعلى من تورط واستهان بدينه أن يعود إلى الله بسرعة تائبا باكيا ، وليتصدق أجل يتصدق فإن الصدقة تطفئ غضب الرب ، يستتاب وإلا قتل ، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
فرجك ياقدير
وسوم: العدد 760