الأمم المتحدة والملف السوري "رصد ومتابعة"
صدر عن مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية دراسة بعنوان “الأمم المتحدة والملف السوري: رصد ومتابعة”، تسلط الضوء على سياسات الأمم المتحدة حيال الثورة السورية، وانعكاس تلك السياسات على واقع المدنيين وتأثيرها السلبي على “حريتهم” المنشودة.
واتهم الدكتور الحقوقي أنور مالك، والذي عمل مراقباً سابقاً للجامعة العربية في سورية، اشتراك الأمم المتحدة في الجريمة مع نظام الأسد منذ أن تم تدويل الملف السوري بعد نهاية بعثة مراقبي جامعة الدول العربية التي أرسلتها الجامعة في أواخر 2011، معتبراً أن تهمة الأمم المتحدة في الجريمة ثابتة طالما لم تتخذ الهيئة الدولية أي إجراء حقيقي لإيقاف الجرائم التي وصلت إلى حد الإبادة الجماعية .
أعد هذه الدراسة الصحفي السوري عمار ياسر حمو، وشارك فيها ثلاث قامات تعمل في المجال السياسي وحقوق الإنسان هم الدكتور الحقوقي أنور مالك، والسيد ميغيل اثكيردو، والقاضي حسام الشحنة، بدعم من مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، يرأسه الدكتور بسام ضويحي.
بدأ الكاتب دراسته بأوراق تمهيدية توضح أدوار الأمم المتحدة، وهي الدور السياسي، والأمني والعسكري، والإنساني، وقارن بين الدور الذي قامت به الأمم المتحدة وآمال السوريين الطامحين بدور أكبر لهذه الهيئة الدولية، التي خذلتهم في كثير من القرارات مسلوبة “الفعل”، فسرد مواقف الأمم المتحدة من مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري..
وكانت لتلك القرارات – الخالية من التنفيذ – دور في تحول سياسة النظام السوري من ارتكاب المجازر إلى عمليات التهجير القسري، وسرد الكاتب نماذج من عمليات التهجير القسري التي وقعت بحق مناطق معارضة لنظام الأسد، ومنطقة واحدة من المناطق الموالية للنظام كانت إحدى ضحايا عمليات التهجير.
ومن المفارقة أن سياسات الأمم المتحدة في سورية بحق الأقليات بما فيها “الطائفة المسيحية” ساهمت في تهجيرهم، حيثّ ذللت لهم مصاعب اللجوء، واستقبلتهم دولٌ أعضاء في مجلس الأمن مانحة إياهم حق اللجوء، إلا أن العملية كانت أقرب ما تكون إلى عملية “تهجير” لأنها سلخة هذه الطائفة التي عاشت لآلاف السنين في سورية من موطنها الأصلي.
ومن جهته شارك سنيور ميجيل إيثكيردو، سياسي إسباني، وعضو في منظمة نبض الحياة الإسبانية، بورقة تحدث عن “الأمم المتحدة والمساعدات الإنسانية في سورية.. معايشة قاتلة”، وأورد في ورقته رسالة من منظمات عالمية تشير إلى تأثير النظام السوري على أعمال المنظمات الإنسانية بما فيها وكالات الأمم المتحدة.
يحاول الكتاب أن يجمع بين دفتيه أكثر الملفات السورية تأثراً بسياسة الأمم المتحدة، ويخلص إلى أن المؤشرات والدلائل المذكورة في الكتاب تشير إلى أن الأمم المتحدة غير راغبة بالتعامل بحزم إزاء الجرائم المرتكبة من نظام الأسد وحلفائه.
عنوان الكتاب: الأمم المتحدة والملف السوري “رصد ومتابعة”
المؤلف : عمار ياسر حمو
تاريخ النشر : 2017
عدد الصفحات: 94
القياس: 14*20 سم
الناشر: مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية و دار عمار للنشر والتوزيع
وسوم: العدد 761