يعملون لتكون الغوطة مثل حلب

بعد أيام قليلة على سقوط شرقي حلب نهاية العام 2016؛ باشرت ميليشيات الاحتلال الإيراني بتأهيل مسجد "النقطة" في جبل الجوشن، وأعادت افتتاحه في نيسان/إبريل2017، ليكون منطلق التشييع في حلب الشرقية، وفق رواية مزعومة تقول إن نقطة دم من رأس الحسين سقطت في المكان، فصار مقدساً (يشهد المسجد نشاطاً ملحوظاً هذه الأيام يرتكز على تشييع أطفال حلب). 

المطروح اليوم على الغوطيين هو نموذج حلب؛ تدمير فتهجير، ودخول الميليشيات التي لا تشبه المنطقة إليها، ومن ثم سيكون المهجرون أمام دورة جديدة من الموت في أماكن نزوحهم الجديد، سواء عبر الغارات الجوية الروسية، أو الغارات البرية الإيرانية، أو الاقتتال بين الفصائل السورية مع النظام أو فيما بينها.. تماماً كما يجري اليوم مع الحلبيين الذين نزحوا إلى إدلب. "نموذج حلب" يعني إذن؛ الموت في أرضهم في الحال أو الموت في أماكن نزوحهم في المآل.  

في حلب نقطةُ دم مزعومة أهرقت سيولاً من الدماء، وفي داريا قبرٌ مزعوم فتح ألوفاً من القبور، ولو استسلم أهل الغوطة للترحيل؛ سيخترعون مبررات تبرر لهم همجيةً وأفعالاً؛ لا يرضى عنها من يقتلون باسمهم.

وسوم: العدد 762