معاناة السوريين في الكويت
عبد المحسن المشاري
لنا إخوان سوريون مقيمون معنا في الكويت يقدر عددهم بـ 150 ألفا، قد انقطعت بهم السبل إلى وطنهم وهم يتألمون يوميا لما يرون ما استثمروه في بلادهم لسنوات كثيرة يدمر ويحرق، وعلاوة على ذلك يتم ابتزازهم من قبل السفارة السورية بمساعدة البيروقراطية الكويتية وبطليها وزارتي الداخلية والشؤون، فلا يتم تجديد الإقامة إلا أن يكون الجواز السوري قد حاز مباركة السفارة بتجديده أو تبديله ولا يعلم إلا الله كم يحتوي هذا الإجراء على الإرهاب والإهانة والابتزاز من قبل السفارة مثل إحالة الأسماء إلى النظام ما لم تدفع الاتاوات. ولوضع الملح على الجرح العميق تقوم الجهات الرسمية في الكويت بتغريم المتأخرين منهم بسبب تعنت السفارة وتطالبهم بدفع مبالغ باهظة كان أولى بها أن تصرف على أبنائهم أو مساعدة أهاليهم في داخل سورية الجريحة والعجيب في الأمر أن هذه الأموال تضاف إلى ميزانية الكويت غير المحتاجة لها وهي في الوقت نفسه تتباهى بصرف مئات الملايين إعلاميا على سورية فكيف عجزت عن ذلك لمن هم في ضيافتها الى أن يقضي الله ما يريد في سورية؟ «يعني في الكويت عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب، والشاهد انه «بس» بالكلام والدعاية والإعلام عطينا ودفعنا وساعدنا وهؤلاء تحت عيونكم وتسوون نفسكم ما تدرون متناسين انهم سوريون أيضا». وقد نالت منهم الأحداث ما يكفي فلا نكون سببا آخر لمعاناتهم، فهل من رجل رشيد يسمع ويلغي هذه الإجراءات عن حاملي الجوازات السورية الى ان تتبدل الاحوال أو كما تعودنا أن نحذوا حذو أميركا التي قامت بإقفال السفارة السورية وجميع قنصلياتها؟ وختاما وفي السياق نفسه لا يسعنا إلا أن نتذكر أيام الغزو الغاشم كيف استقبلنا إخواننا في السعودية والبحرين والإمارات وعمان وقطر وبعض الدول العربية ومنها مصر بدون قيد أو شرط رحمة منهم بنا وقت حاجتنا وضعفنا وهواننا، هذه القرارات مازلنا ننعم بنتائجها علينا جميعا حكومة وشعبا، فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. اللهم اني بلغت اللهم فاشهد، اني بلغت بما علمت وهذا أضعف الإيمان، فلا تأخذني بجريرة من يعلم ولا يفعل شيئا واني بريء من كل دم ساهمت قراراتنا في إراقته.