مقترح ومناشدة لعلماء الأمة الإسلامية

ياسر عبد الله

سادتنا العلماء / رؤساء ومنتسبي الاتحادات والروابط العلمية والهيئات والجبهات الإسلامية

نحييكم بتحية الإسلام تحية أهل الجنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يتابع أبناء الأمة الإسلامية مع علمائهم الربانيين المخلصين مايتعرض له المسلمون السنة من قتل وحرق وحصار وتهجير، ولم يأبه قادة العالم الذين يتشدقون بحقوق الإنسان ما يشاهدونه بالصوت والصورة من المآسي المرعبة التي تنقل إليهم من موقع الحدث من تمثيل بجثث المسلمين وحرقهم أحياء واغتصاب النساء وكأن المسلمين ليسوا من بني البشر وإنما جاءوا من كوكب آخر وستستمر معاناة المسلمين في العالم أجمع ماداموا متفرقين، ومن هذا المنطلق أقدم مقترحًا لعلماء الأمة يهدف إلى وحدة المسلمين على قلب رجل واحد، أسال الله أن يلقى قبولاً منكم، فوحدة المسلمين هو مطلبلكم وإليه تسعون دائمًا وتذكرون به المسلمين في دعوتكم إلى الله.

شُكِّلَتْ قبل سنوات العديد من الاتحادات والروابط الإسلامية، وكل فترة يتم تشكيل روابط ومجالس وجبهات جديدة لم تستطع أي منها أن تمثل كافة المسلمين السنة نظرًا لتعدد الاجتهادات ووجهات نظر علماء، الأمة فاقتراحي هو تاسيس (مجلس أعلى للشورى) يمثله رؤساء وعدد محدد من الأعضاء يتفق عليه فيما بينكم يمثلون جميع الاتحادات والروابط والمجالس والجبهات والهيئات الاسلامية، وعندما تحدث أي قضية تمس المسلمين في العالم يعقد المجلس الأعلى للشورى اجتماعًا يحضره رؤساء الاتحادات والروابط  ومن تم اختيارهم من الأعضاء للتشاور فيما بينهم لمناقشة تلك القضية، فإن كانوا متفقين يخرجون ببيان موحد للأمة الإسلامية، وان كان هناك اختلاف في وجهات النظر تعرض القضية للتصويت من قبل رؤساء وأعضاء المجلس، ويتم إصدار البيان الذي يصوت له المجتمعون، فعندما يؤخذ رأي ما تم عليه التصويت يخالف اجتهادكم ليس معناه نقصًا من علمكم وتقواكم، إنما هي اجتهادات رأى فيها إخوتكم في العلم والعقيدة مايخالفكم  معتمدين على ما اعتمدتم عليه من القرآن الكريم والأحاديث النبوية.

فإن وجدتم بأن هذا المقترح لا يمكن تطبيقه نناشدكم الله أن تعملوا ما بوسعكم وأن يكون شغلكم الشاغل ومن أهم أولوياتكم ماطالبَنا به رب العزة والجلال بقوله: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾  فجميعكم أهل تقوى وعلم وفضل، وأبناء الأمة الإسلامية بحاجة كبيرة في هذا الوقت العصيب إلى أن يتحد علماء السنة على قلب رجل واحد ليكونوا عونًا للمسلمين في رفع الظلم عنهم ونموذجًا يقتدي به المجاهدون والسياسيون.

فالمسلمون دفعوا الثمن الأكبر بسبب خلافات علمائهم، وأعداء الإسلام يسعون بكل ما يستطيعون أن يستمر تفرق المسلمين؛ ليذيقوهم مزيدًا من الظلم والذل. نسأل الله أن يوفق علماءنا  لتأسيس كيان يجمعهم في أقرب وقت، كما نسأله جل علاه أن نكون جميعًا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.