السوريون "يحتلون" لبنان
في الضخ الإعلامي اليومي؛ أن السوريين "يحتلون" لبنان، لكن الحقيقة المغيبة أن لبنانيين احتلوا أراض سورية، وهجروا أهلها، وأعانوا النظام على اضطهاد السوريين في بلادهم.
في تصريحات السياسيين؛ أن "السوريين خطر داهم على البلد"، ويبلعون تصريحاتهم وتحليلاتهم السابقة – لا سيما إبان أزمة احتجاز الحريري- أن وجودهم حمى البلد؛ لأن "الأروبيين مصرون على حماية لبنان لئلا يؤدي انفلات الوضع إلى تدفّقِ النازحين السوريين إليهم".
في "النق" اللبناني اليومي؛ أن "السوريين أخذوا لقمة عيش اللبنانيين"؛ لكن الحقيقة المحجوبة أنهم "ضخوا كميات هائلة من العملات الأجنبية ـــ يلهث وراءها لبنان حالياً ـــ وذلك عبر المساعدات النقدية التي قدّمتها الدول المانحة والمؤسسات الدولية، وزادوا الطلب على السلع، والخدمات، والمسكن، والرعاية، والخدمات التي أدّت إلى زيادة العرض وهو ما استفاد منه اللبنانيون، وشكّل دخلاً إضافياً لهم." ( تقرير معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية، تحت عنوان "101 من الحقائق والأرقام حول أزمة اللجوء السوري").
في الماضي كان السوريون يعملون في لبنان وينقلون المال إلى سوريا، وهم اليوم يعيشون في لبنان وينفقون ما يجنونه وما يأتيهم من أقربائهم والمساعدات في لبنان، ووفقاً لمعهد عصام فارس -الذي يثني اللبنانيون على مهنيته-؛ فإن "اللجوء ساهم في تأجيل الأزمة المالية في لبنان التي نعيش وطأتها في الوقت الراهن" (ملخص عن التقرير في جريدة الأخبار اللبنانية بتاريخ 29/9/2018).
ليس القصد ألا يعود السوريون إلى بلادهم، بل يجب عودتهم، لكن القصد الإضاءة على حقائق غيبتها العنصرية المتزايدة تجاهم.
وسوم: العدد 792