هل يَحكمُ النفاقُ ، العالمَ ، اليوم !؟
المنافقون : أخبرنا ، عنهم ، ربّ العزّة ؛ بأنهم ، في الدرك الأسفل ، من النار !
ولم يكن المنافقون معروفين ، في مكّة ؛ لأن المشركين ، كانت لهم الصولة والقوّة ، فكانوا يحاربون الإسلام ، علناً ، ويؤذون المؤمنين ، بكل مايستطيعون ، دون حاجة ، إلى التظاهر بالإيمان !
أمّا في المدينة المنوّرة ، فكانت ، للمسلمين ، دولة وقوّة ، وكان المنافقون ، هم ، الأقلّية ، التي تعجز، عن مناجزة المسلمين ، علناً ، فوجدوا ، أن التظاهر بالإسلام ، والكيد له ، سرّاً، أفضل وسيلة ، للنيل منه ، ومن أتباعه ! وإلى جوارهم اليهود ، الذين يمدّونهم ، بسائر أنواع المكر والكيد ! ولكنّ أمرَ المنافقين ، كان مكشوفاً ، للنبيّ وأتباعه ، وكان النبيّ يَحلم عليهم ؛ كيلا يقول الناس : إنّ محمّداً يقتل أصحابَه !
وحركة النفاق ممتدّة ، إلى اليوم ، وقد مارسها الشيعة ، طويلاً ، تحت باب : التقيّة !
وإذا كان للشيعة أهداف معيّنة ، أهمّها : هدم الإسلام ، ولا يستطيعون تحقيقها ، إلاّ بتقيّتهم ، التي هي النفاق .. كما كان لليهود ، أهداف معيّنة ، في صدر الإسلام ، سعَوا، إلى تحقيقها عبر فلسفتهم : (وقالت طائفةٌ من الذين أوتوا الكتابَ آمِنوا بالذي أُنزلَ على الذين آمَنوا وَجهَ النهار واكفُروا آخرَه لعلّهم يَرجعون)..
فإن المنافقين ، على المستوى الفردي ، لهم مصالح شخصية ، لكلّ منهم ، يسعى ، إلى تحقيقها ، عبر نفاقه ، بعضها المالُ ، وبعضها المناصب ، وبعضها اتقاء الأذى ! لذا ؛ نجد لكل منهم ، أسلوبه في النفاق ، الذي قد يختلف ، عن أساليب الآخرين ، في الكيد للأمّة ، أو لبعض رموزها، بالتعاون ، مع أعداء الأمّة : مباشرة ، أوغير مباشرة.. وتقديم الخدمات لهم، والمعلومات ، التي تنفعهم ، وتضرّ الأمّة !
والسؤال المهمّ ، اليوم ، هو، عن منافقي العصر : ما أساليبهم ، في ممارسة النفاق ؟
بَيدَ أنّ السؤال الأهمّ ، هو: مانسبة المنافقين ، بين البشر، اليوم !؟
ولعلّ معرفة الصفات الأساسية ، للمنافق ، تعطينا ، بعض مفاتيح الإجابة ، على السؤالين السابقين :
جاء في الحديث الشريف : آيةُ المنافق ثلاث : إذا حدّث كذبَ ، وإذا وعَد أخلفَ ، وإذا اؤتمن خان !
وجاء ، في حديث آخر: أربعٌ ، مَن كُنّ فيه ، كان منافقاً خالصاً .. ومَن كانت فيه خصلة منهنّ ، كانت فيه خصلةٌ من النفاق ، حتّى يدعَها .. وذَكر، في الحديث ، خصلتين ، ليستا موجودتين ، في الحديث السابق ، وهما : إذا عاهدَ غدَرَ ، وإذا خاصمَ فجَرَ!
ومعلوم ، بالطبع ، أن النفاق السياسي ، يختلف ، عن النفاق العادي ، في حياة الناس !
إذا عُلم هذا ، وجَب طرحُ سؤال جديد ، يُعدّ أهمّ الأسئلة المطروحة ، هنا ، وهو:
هل يَحكمُ النفاقُ ، العالمَ ، اليوم !؟
ونَدع الإجابةَ ، للمهتمّين !
وسوم: العدد 792