كيف نرد على ترامب، وكيف سيرد ترامب علينا
لا بد لصاحب القضية أن يمتلك بوصلته البيولوجية الجوانية التي لا تتأثر بالعوامل الخارجية ولا بالأعاصير والأمطار ودرجة الحرارة واتجاهات الريح أو الرياح .
إن التفوهات المستفزة والمستخفة بالقانون الدولي وببعض دولنا العربية لا يجوز أن يستخدمها بَعضُنَا في إطار المناكفات البينية مهما بلغ عمقها واستحقاقها . إن عبارات ترامب المستنكرة والمدانة بحق بَعضُنَا هي عبارات موجهة لنا كلنا . وحين يوجه ترامب الإهانة لرجل من قومنا فهذا لا يعني أن رأيه أو موقفه من بني عمه أفضل . وعلى هذا الأساس يجب أن نتفق نحن أبناء الأمة شعوبا وحكاما على رفضها وإدانتها ؛ وليس التملح بها في تثريب بَعضُنَا على بعض .
إن المؤسس أو المكمل الحقيقي لعبارة ادفعوا نحن نحميكم هو قول ترامب لشعوبنا في العراق وفِي مصر وفِي الشام كل الشام : اخضعوا فنحن نملك أمركم . ثم كان ما كان من أمر الانقلاب في مصر والقدس والأونروا في فلسطين وتسليط الأوباش على السوريين والعراقيين..
المعركة واحدة اليوم مع الدولة سين وغدا مع كاف ومع قاف .
قلنا لها: قفوا، قالت :قافُ.
ولن تمنعنا الأخطاء والخطايا التي تظل ترتكبها بعض الحكومات والمملَكين والمرأسين من الانحياز إلى الحق الذي هو جزء من حقيقتنا ونحن الذين قال أولنا :
نحمي حقيقتنا ...
وبعض القوم يسقط بين بينا.
ظللنا في قطرنا السوري ننظر إلى كل عدوان صهيوني على أي مرفق من الأرض السورية على انه عدوان مستنكر ومدان. وسنظل نفعل ذلك مهما تقلبت بِنَا الأيام . ولن نحسب العدو صديقا ولا البعيد قريبا ليتقون فيما يتقولون تقلبات الزمان. ومع موقفنا الصريح والواضح والذي لا لَبْس فيه بإنكار تفوهات ترامب بحق العربية السعودية وباقي دول الخليج؛ نقول إن ابتزازات ترامب ليست كلمات يرد عليها بكلمات كما يدندن البعض. إنها رسائل معبرة وكشف للمستور تبجح به أحمق يحب التبجح على مذهب أبي نواس : ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر .
هي رسائل تقتضي جوابا ذَا أناة يضع حدا لسياسات التدلية بالغرور، والإمساك بمفاصل القوة الحقيقية، والكف عن عملية نشر جذع الشجرة التي يجلسون على أغصانها ويأكلون من ثمارها .
ومن بجعل الضرغام بازا لصيده
تصيده الضرغام فيمـن تصـيدا
يجب أن نرد على ترامب بأناقة وحكمة ووقار وعمل ونتوقع انه سيرد علينا عن طريق الولي الفقيه وبشار الأسد والحوثي وحسن نصر الله والسيسي وكل الأدوات التي ظن بعضهم أنه يستطيع أن يحل محلها.
وسوم: العدد 793