كانت الرعيّة ، أمانةَ الراعي .. فما هي اليوم !؟
الإمام العادل - في الحديث النبويّ - من السبعة ، الذين يُظلهم الله ، في ظلّه ، يوم لاظلّ إلاّ ظلّه !
وفي الحديث الشريف : الإمام راع ، ومسؤول عن رعيّته !
وفي الحديث الشريف ، أيضاً :
اللهمّ مَن وَلي ، من أمر أمّتي شيئاً ، فشَقّ عليهم ، فاشقُق عليه، ومَن وَليَ مِن أمر أمّتي شيئاً ، فرفق بهم فارفق به)([1])، رواه مسلم.
سُئل عمر بن الخطاب: ألا تنام ، ياأمير المؤمنين !؟ فقال: إذا نمت في الليل ، أضعت نفسي، وإذا نمت في النهار، أضعت رعيّتي .. فمتى أنام !؟
وقال : لو أن بغلة زلقت ، على شاطئ الفرات ، لخشيت ، أن يسألني الله عنها : لمَ لمْ أعبّد لها الطريق !؟
وقد سُمّي الناس ، في بلادهم ، رعية ، والحاكم راعياً ؛ لِما في هذه التسمية ، من أهمّية ، ومن دلالة ، على علاقة الحاكم بأمّته ، وعلاقة الأمّة بحاكمها !
وقد ورد ، هذا المعنى ، في الشعر العربي ، فقال أبو العتاهية :
وقال أبو مسلم الخراساني ، في إشارة منه ، إلى غفلة بني أمية ، عمّا يبيّته ، هو، ورجال بني العبّاس ، لاستلام حكم البلاد ، والسيطرة على مقدّرات الأمّة :
وقال عمر أبو ريشة ، حول المعنى ، ذاته ، في العصر الحديث :
فالرعيّة ، هي أمانة ، لدى الحاكم ، كما أنّ الغَنم ، أمانة لدى راعيها ، يُسأل عنها ، في الدنيا والآخرة !
فما حال الرعيّة ، اليوم ، تحت ولاية الحكّام ، في العالم الإسلامي ، عامّة ، وفي العالم العربي ، خاصّة !؟
الرعيّة ، اليوم ، في نظرالحكّام ، هي قطيع من الدوابّ ، يتصرّفون بها ، كما تُملي عليهم مصالحهم :
ينهبون من أموالها ، ما يريدون .. وينتهكون ، من أعراضها ، بقدر مايرغبون .. ويرهنون قرارات بلادها ، لأيّة جهة خارجية ، تحقّق لهم مصالحهم ، في تثبيت كراسي حكمهم.. ويبيحونها ، لأزلامهم ، من رجال المخابرات ، وغيرهم .. يفعلون بها ما تهوى أنفسهم : من هتك للأعراض ، ونهب للأموال ، واستباحة لحرمات البيوت .. دون إحساس بأيّة مسؤولية ، أو خوف ، من أيّة مُساءلة !
فما الذي أوصل شعوب الأمّة ، إلى هذا الدرك ، من الهوان !؟
وهل مايفعله بها الحكّام، سببٌ لهوانها، أم نتيجة له..أم هو سبب ونتيجة ، في الوقت، ذاته؟
ومَن المَلوم ، في هذا ، كلّه !؟
وسوم: العدد 796