عندما تَستهدف عصابة الإجرام رئيس جامعة!

▪ لقد قامت عصابة الإجرام والاغتيالات في تعز باستثمار حالة الخلافات السخيفة التي تستشري وسط رجال الشرعية وتستعر بين الأحزاب بل وبين ألوية من الجيش، حينما حاولت في عزّ الظهر اغتيال رئيس جامعة تعز د. محمد الشعيبي؛ بغرض توسيع مساحات الفوضى وتصعيد هستيريا الجنون في المدينة التي توصف بأنها عاصمة الثقافة!

▪ لقد أطلقت عصابة الموت اليوم وابلاً من الرصاص القاتل على رجل لا يحمل سوى القلم، ربما لأنه  سارع إلى محاولة تطبيع الأوضاع في تعز بإعادة الجامعة إلى ساحة العمل؛ بغرض استيعاب الطلاب الذين يمكن أن تجتذبهم طرق الغواية وتبتلعهم الثقوب الإجرامية السوداء!

▪ ويبدو لي أن عصابة القتل لا تستهدف د. الشعيبي لذاته وإنما تستهدف كل ومضة عقل؛ وذلك  حتى يتمكّن الجنون من هذه المحافظة التي جنى عليها أبناؤها أكثر من أعدائها، وليستهدفوا جهود التطبيع وإعادة الحياة إلى تعز، بعودة قيم العلم والنظام والتماسك الاجتماعي في وجه عواصف الموت وأعاصير الخراب!

▪ لا يكفي أن نلعن القَتَلة فإن لَعْنـَنا لهم لم يزدهم إلا عتواً ونفوراً، ذلك أننا من نصنع الثقوب والثغرات في جدراننا ليدخلوا منها إلينا ويخوضون في دمائنا، فما برحوا يَقتاتون على خلافاتنا ويتوسّعون نتيجة ضيقنا ببعضنا، فلندق أجراس العقول ولنُعلن تعبئة القلوب ضد من يحيكون لنا المؤامرات ويتربّصون بنا الدوائر!

▪ وإن شاهد الحال يقول بوضوح بأن الأخطار  تتزايد كلما زادت خلافاتنا، ومسلسل الجنون يتصاعد كلما اتسعت حماقاتنا، فلنعلن نفير المواجهة من خلال رَصّ الصفوف وتأجيل الخلافات إن لم نستطع إلغائها، وما لم يحدث ذلك فإن القادم سيكون أسوأ.

وسوم: العدد 799